هل تصبح المدرسة مركز المساواة الرقمية أم مرآة للفوارق المجتمعية؟

في حين تحتل الثورة الرقمية مكانتها كجسر للفرص، إلا أن الواقع يكشف عن مشهد مختلف يتشكل فيه مستقبل التعليم والمعرفة.

فالمدارس، كمؤسسات اجتماعية رئيسية، تواجه تحدياً مزدوجاً: الأول يتمثل في سد الفجوة بين أولئك الذين يستطيعون الوصول إلى عالم المعرفة الرقمي وأولئك المحرومين منه.

والثاني ينبع من سؤال جوهري حول ماهية التعليم نفسه في عالم مهيمن عليه الروبوتات والخوارزميات.

إذا كانت التكنولوجيا قادرة حقاً على تقديم تعليم شخصي ومتنوع، فلماذا لا نشهد بعد مجتمعًا أكثر عدلاً وتعليمًا؟

ربما لأن المشكلة ليست فقط تقنية بقدر كونها اجتماعية وسياسية واقتصادية بامتياز.

فعندما تتحكم الشركات الخاصة في البيانات وفي نوعية الوصول إليها، وعندما تتفاوت القدرة الشرائية لأفراد المجتمع، عندها يتحول التعليم الرقمي إلى أداة لتعزيز الاختلافات وليس جسراً لسد الهوة بين الناس.

إذن، كيف يمكن للمدرسة أن تستعيد دورها كوسيلة لمحو الأمية الرقمية وتقليل الانقسامات الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عنها؟

وهل ستنجح الحكومات في وضع لوائح وقوانين منظمة لاستخدام الذكاء الصناعي في العملية التربوية بحيث يحافظ على خصوصية التلاميذ ويضمن حصول الجميع على نفس الفرص التعليمية بغض النظر عن خلفياتهم وظروفهم المالية المختلفة؟

هذه أسئلة ملحة تحتاج لإعادة النظر الشامل بأنظمة التعليم الحديث وإجراء إصلاح جذري يضع الإنسان فوق أي اعتبارات أخرى ويعمل جاهداً على تحقيق العدالة في توزيع الحقوق والمسؤوليات ضمن مجتمع رقمي سريع النمو.

فهل سنرى اليوم نورًا جديدًا في نهاية هذا النفق المظلم أم سينتهي بنا المطاف ضحية المزيد من الغربة واللامبالاة الإنسانية؟

الوقت وحده سوف يجيب.

.

.

#البعض #اختزال #تصبح #سابقا #الحل

1 التعليقات