خطر فقدان البوصلة في العصر الرقمي: دعوة لاستعادة قيم المرونة والتوازن

لقد فتح العصر الرقمي أبواباً واسعة للمعرفة والسلوك والتواصل، مما جلب معه فرصاً لا حصر لها وفوائد جمّة للإنسانية جمعاء.

ومع ذلك، وسط كل هذا التقدم المذهل، نواجه تهديداً كامناً يتمثل في احتمال الضلال عن بوصلتنا الروحية والقيمية الأصيلة.

فالسرعة والتغير المستمرين اللذين يميزان حياتنا اليومية قد يؤديان بسهولة إلى الانحراف عن جوهر ديننا وأهداف وجودنا الأساسية.

وهذا ما دفعني للتساؤل التالي:

*كيف نحافظ على تماسُكِ علاقات أسرتنا داخل هذا العالم الافتراضي المتوسع بشكل مطَّرد؟

وكيف يمكن ضمان عدم طغيان المصالح الفردية للأطفال على حساب رفاهية والديهم ومشاركتهم الطبيعية في نشأتهم وتربيتهم؟

إن التعمق في مفهوم "المرونة"، كما أشارت إليها هبة الحساني، يشكل بداية رائعة لمعالجة هذه الإشكاليات الملحة.

*

وفي الوقت نفسه، بينما نستمتع بمزايا التقدم التكنولوجي واستخداماته المتنوعة، بما فيها منصات التعليم عبر الإنترنت، يتعين علينا توخي اليقظة ضد مخاطر تشكيل نمط حياة سطحي قائم على استهلاك المعلومات بدل تنميتها بعمق.

فالعقل البشري يحتاج لتغذية مستمرة بالفكر النقدي وقدراته الإبداعية كي يبقى قادراً على حل مشاكل الحياة الواقعية.

لذلك أقترح ضرورة تبني مقاربات مبتكرة تجمع بين ماهو تقني وماهو روحي أخلاقي لتشكيل مستقبل أفضل لنا جميعاً.

ختاماً، أود التأكيد بأن مسؤوليتنا الآن أكبر من أي وقت مضى للحفاظ على توازن صحي ودقيق فيما يتعلق بتفاعلات البشر مع بعضهم البعض ومع ذواتهم الداخلية ومع خالق الكون العظيم جل وعلا.

فكما يقول سبحانه وتعالى:".

.

.

ٱللَّهُ ٱلدَّارَ ٱلْـَٔاخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنْيَا.

.

.

[٧٧](https://quran.

com/28/77)".

صدق الله العظيم.

---

[🔴 ملاحظاتي الشخصية:] هذه المحاولة تعالج ثلاث موضوعات مختلفة نسبيًا ضمن سياق واحد مترابط وهو عالم مستقبلي يتضمن التطورات الرقمية السريعة وتقاطعها المباشر مع جوانب اجتماعية وروحيَّة أساسية للحياة البشرية.

وقد حرصت أثناء كتابتها على ربط المواضيع الثلاث ببعضها بإبراز العلاقة الوثيقة الموجودة بينهم وذلك باستخدام عبارة وصلا منطقية مناسبة بحيث يبدو المحتوى النهائي متكاملاً ومتناسقا قدر

1 Bình luận