هل الذكاء الاصطناعي سيخلق وظائف أكثر مما يقضي عليها؟

في الوقت الذي يتحدث فيه الكثيرون عن الخطر الذي يشكله الذكاء الاصطناعي على الوظائف التقليدية، هناك جانب آخر لهذه القصة يحتاج إلى مناقشة أكبر.

بينما قد يتم فقدان بعض أنواع العمل الروتيني لصالح الآلات، فإن التقدم التكنولوجي غالبًا ما يؤدي أيضًا إلى ظهور صناعات ووظائف جديدة.

على سبيل المثال، إن اعتماد الشركات للاستعانة بمصادر خارجية لمهام مثل خدمة العملاء أو دعم تكنولوجيا المعلومات قد خلق العديد من الفرص الجديدة لأصحاب المهارات المناسبة.

وبالمثل، أدى تطوير تقنيات التعلم الآلي والروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي إلى زيادة الطلب على المتخصصين الذين لديهم خبرة في مجال علوم البيانات وهندسة البرمجيات والمزيد.

بالإضافة لذلك، تخيل العالم حيث يمكن استخدام الرعاية الصحية الشخصية المبنية على الذكاء الاصطناعي لمراقبة صحتنا بشكل مستمر وتنبؤ بالأمراض قبل حدوثها - وهذا بدوره سوف يخلق فرص عمل لساعات طويلة من العاملين الصحيين وغيرهم من المهنيين الطبيين لتنفيذ خطط الوقاية والعلاج النابعة من تلك التوقعات.

كما أنه سيكون هنالك طلب كبير علي مهندسي الصحة العامة ومحللو السياسات الاجتماعية لفهم آثار هذه الثورة الطبية وما يعنيه ذلك بالنسبة للمجتمع ككل.

لذا ربما السؤال الأكثر أهمية فيما يتعلق بمدى تأثير الذكاء الاصطناعي علي سوق العمل ليس "كم عدد الوظائف التي ستختفي"، وإنما "كيف يمكننا الاستعداد لأنواع جديدة ومتنوعة من الأعمال".

وفي حين انه صحيح ان بعض الصناعات سوف تتغير بلا شك، الا ان التاريخ اثبت لنا دائما بان كل فترة انتقالية هامة مصاحبة بثورات اقتصادية كبيرة أيضا.

ومع وجود العقلية والاستراتيجية الملائمة، فانه بإمكان المجتمعات اغتنام فوائد الذكاء الاصطناعي بعكس خسائر البطالة الناتجة عنه.

#تعليمية #نناقش #عدم