هل الذكاء الاصطناعي يُعيد تعريف مفهوم التعليم ؟

مع تقدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بوتيرة متسارعة، يبدو أنها ستحدث ثورة حقيقية في مجال التعليم بعد سنوات قليلة فقط.

فعلى الرغم مما توفره هذه التقنيات من فوائد عديدة مثل تخصيص الخبرات التعلمية وتكييفها لتناسب احتياجات الطلاب المختلفة، إلا أنها تحمل أيضًا مخاطر كبيرة فيما يتعلق بخفض جودة التواصل البشري والتفاعل الاجتماعي الذي يعد جزء أساسياً من التجربة الأكاديمية ويساهم بشكل كبير في تنمية الشخصية وبناء العلاقات الاجتماعية وتعليم مهارات حياتية مهمة كالعمل الجماعي وحل المشكلات واتخاذ القرارات الصعبة وغيرها الكثير.

.

.

لذلك فإن الاستخدام الأمثل لهذه الأدوات يكمن في تحقيق التكامل بينهما وليس الاستغناء الكامل عنه؛ لأن الإنسان قادرٌ دوماً على تقديم ما ينقص الآلات مهما بلغ مستوى تطورها وتقدمها.

وفي ضوء ذلك يأتي دور صناع السياسات وصناع القرار لوضع الضوابط اللازمة لمنع سوء استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وضمان عدم تأثير سلباً على خصوصية الأفراد ومعلوماتهم الشخصية والحساسة والذي أصبح هاجسا يؤرق الجميع نظراً لما نشاهده يومياً من تسريب بيانات وبيانات خاصة بمواقع عالمية شهيرة وما تبعته هذه الأحداث من عواقب وخيمة طالت العديد منها ومنها شركات عملاقة كانت رائدة سابقاً في قطاعات مختلفة وأصبحت عرضة للإفلاس بسبب اختراق لواجهات الامن لديها مما سبب فقدانا لملايين المستخدمين وثقتهم بهذه الشركات وبالتالي انهيار أسعار الأسهم وانكماشا اقتصاديا واسعا النطاق.

.

.

وهنا أيضاً يظهر أهمية وضع خطوط حمراء واضحة المعالم تحدد نطاق تدخل التقنيات الحديثة وكيفية التعامل معه بما يعود بالنفع والفائدة العامة للفرد والمجتمع والدولة أيضا.

.

وفي النهاية تبقى كلمة الحقوق محفوظة لكل صاحب حق وسيظل البحث العلمي قادرا دائما علي ابتكار حلولا مبتكرة للمشاكل الطاحنة والتي تواجه البشرية جمعاء .

#بخصوصيتنا #معدلات

1 Comments