في ظل هذا العالم المتغير باستمرار، حيث تتحرك الحدود بين الدين والعلم والتكنولوجيا بوتيرة مذهلة، يصبح الحفاظ على الهوية الدينية تحدياً أكبر من أي وقت مضى.

بينما نواجه موجة العلمانية التي تهدد بالتآكل التدريجي للقيم الروحية والدينية، علينا أن نعترف بأن العلم نفسه ليس عدوّا للدين.

فالقرآن الكريم يدعو إلى التأمل والتفكير العميق، وهو ما ينطبق تمامًا على روح البحث العلمي والإبداع.

لكن المشكلة ليست في التواصل بين الاثنين، وإنما في كيفية تطبيق ذلك التواصل.

إذا لم يكن لدينا وعي نقدي بما نتعرض له من تغييرات، فإننا قد نجرف نحو قبول كل شيء جديد دون التفريق بين المفيد والمضر.

إن الصناعة الرياضية هي مثال جيد على ذلك: فهي مليئة بالأمثلة التي توضح كيف يمكن للبنية الاقتصادية والسياسية أن تؤثر حتى على أصغر التفاصيل في حياة الإنسان.

عندما يتحول الأمر إلى معركة بين الدول، فإن اللاعبين الذين كانوا رمزًا لوحدة الشعوب يصبحون الآن مجرد بذور في لعبة الشطرنج الكبرى.

هل نحن مستعدون لهذه المرحلة الجديدة؟

وهل نستطيع التمييز بين ما هو مفيد وما هو ضار لنا ولجيل المستقبل؟

إن الوقت قد حان لإعادة النظر في أولوياتنا ووضع حدود واضحة لما نسمح له بالتدخل في حياتنا.

فلا يمكننا السماح لأنفسنا بالسقوط في دوامة الاستهلاك والانشغال بالثقافات المختلفة دون فهم جوهرهن.

فلابد أن نحافظ على هويتنا وديننا، وأن نبني جسرًا إيجابيًا بينهما وبين التقدم العلمي والثقافي العالمي.

فالإسلام دين الوسطية، والذي يحث على طلب العلم والمعرفة، ولكنه أيضًا يقيم حاجزًا ضد التطرف والفوضى.

لذا، يجب علينا أن نتخذ موقفًا واعياً ومسؤولاً أمام هذه التغييرات المتلاحقة، ونضمن أن تبقى قيمنا الدينية ثابتة ومتينة رغم الأعاصير الخارجية.

#30294 #تناقضات #الخلط #ديكنزيانية #المنشور

1 التعليقات