إعادة اكتشاف الإنسان في عالم التقدم العلمي

لقد أصبح من الواضح جليا أن ثورة الذكاء الصناعي والتطور التكنولوجي المطّرد قد غيّرت مشهد حياتنا اليومية بشكل دراماتيكي، ومن ضمن المجالات التي شهدت تغيرات جذرية هو قطاع التعليم.

فعلى الرغم من الفوائد العديدة التي جلبتها هذه التقنيات الجديدة، إلا أنه يجب التأكد من عدم السماح لها بأن تقوض الأسس الأخلاقية والإنسانية التي يقوم عليها المجتمع.

فعند حديثنا عن الدور الذي ينبغي أن تلعبه التكنولوجيا داخل الفصل الدراسي، فلابد وأن ننتبه للحفاظ على العنصر الرئيسي والبشري لهذا المجال والذي يعتبر القلب النابض للمعرفة – وهو الطالب والمعلم.

صحيحٌ أن التكنولوجيا تقدّم طرق مبتكرة لتوصيل المعلومة، ووسائل تفاعل غير تقليدية، فضلاً عن القدرة الاستثنائية لمعالجة ومعالجة بيانات ضخمة، ولكن تبقى هنالك جوانب ذات قيمة عالية ولا يمكن للآلة القيام بها مهما بلغ تقدمها.

فالجانب العاطفي والعلاقة الاجتماعية بين المتعلمين وبينهم وبين مدرِّسيِهم عامل حيوي لصقل الشخصية وبناء مستقبل واثق بنفسه وقادر علي خدمة مجتمعه.

ومن هنا تأتي الحاجة الملحة لوضع خطة استراتيجية سليمة وشاملة لدَمْج التقنيات المتجددة دون المساس بجوهر التجربة التربوية الأصيلة.

وذلك بوضع الضوابط اللازمة لمنع زيادة اعتماد المؤسسات التعليمية على أدوات آلية قد تؤدي لمحو تأثير العنصر البشري مما يؤثر سلباً على عملية النمو العقلي والنفسي لأفراد المستقبل.

وفي الاتجاه الآخر فيما يتعلق بالقضاء على الفقر وتحقيق مستويات أعلى من الرقي الحضاري، فلن يكون التركيز الانفرادي علي البعد الاقتصادي وحده سبيل نجاح تلك المشاريع.

إذ يجب الأخذ في عين الأعتبار أيضا الجانب الإنساني والرعاية المجتمعية كأسلوب تكاملي لبلوغ هدف القضاء علي جميع اشكال الاحتكار والاستبعاد الإجتماعي.

ختاما، دعونا نعيد رسم خارطة طريق مستقبل التعليم بحيث تجمع بين مزايا العصر الجديد وما يتوفره من وسائل متقدمة وبين ضرورة المحافظة على أصالة الرسالة العلمية وارتباطاتها الإنسانية الحميمة.

#الزائفة #النظر #تشكيل #الرعاية #وفهم

1 Comentarios