الحقيقة المُرَّة وراء القيم المُعلنة: بين الدعاية والتطبيق

ما فائدة الحديث عن التسامح والمساواة إذا كانت الأنظمة السياسية والاقتصادية تُنفذ عكس ذلك؟

وكيف يُمكن للإنسان أن يعيد تحديد مفهوم النجاح عندما يكون النظام مُصممًا لإقصائه وخدمة قِلةٍ منه؟

إن المجتمعات التي تتغنى بالقيم السامية بينما تعمل سياساتها على تكريس الظلم والاستبداد هي مجتمعات تعيش حالة انفصام شديدة.

فلا معنى للتسامح حين تغيب العدالة الاجتماعية وتتعمق الهوة الطبقية.

ولا جدوى من "إنقاذ الاقتصاد" طالما أنه مصمم لصالح حفنة قليلة تسيطر على مقاليد الأمور باسم السوق الحر والديمقراطية الزائفة.

ويبدو أن مفهوم "صدفة الابتكار" ليس سوى ستار يخفي خلفيته غياب الاستثمار الحقيقي في البحث العلمي والتنمية البشرية.

فكما قال أحد المفكرين: "إذا لم يكن هناك توجيه واضح للأهداف الوطنية وقيمتها المتسامحة حقّا، فلن تأتي أي ابتكارات جوهرية.

" لذا، ربما آن الآوان لوضع حد لهذه المناقشات النظرية الخاوية ولنتحول نحو العمل الجدي لربط القول بالفعل وبناء مؤسسات قائمة على مبدأ الشفافية والمساءلة بعيدا عن الشعارات الرنانة.

هل لنا يا ترى أن نحول هذه الكلمات الجميلة إلى واقع عملي محسوس؟

أم سنظل أسيرين لأسراب الوهم والوعد الكاذب؟

الوقت وحده كفيل بإثبات صدق نوايانا وأفعالنا.

1 コメント