في عالم اليوم الرقمي، أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) أكثر من مجرد أداة تحليل بيانات أو حماية خصوصية؛ إنه الثورة الجديدة التي تغير مفهوم الأمن السيبراني ككل.

بدلاً من اعتبار AI وسيلة لحماية البيانات فحسب، نحتاج لأن نفهمه كمحرك أساسي لإعادة تشكيل ثقافتنا تجاه الأمان داخل مؤسساتنا وخارجها.

فالذكاء الصناعي يستطيع مساعدتنا في فهم التهديدات المستقبلية قبل حدوثها وفي الاستعداد لها استعداداً أفضل وشاملا.

كما أنه يمكنه بكفاءة كبيرة اكتشاف النمط الغريب واستباق الهجمات غير المعروفة سابقا مما يقدم لنا مستوى أعلى وأكثر فعالية من الكشف المبكر والاستجابة للحوادث الأمنية.

لكن هذا لا يعني الاعتماد الكامل عليه وإنما يجب استخدام قدراته جنبا إلى جنب مع المهارات البشرية وتزويده بمعلومات محدثة باستمرارية عالية وذلك للتغلب علي مشكلة "الانحياز" والتي قد تؤثر سلبا على نتائج عمله وآدائه.

لذلك فإن الجمع بين القدرات الفريدة للموظفين ذوي الخبرة ودعم الوظائف الآلية سوف يشكل فريق عمل أقوى ضد أي تهديد رقمي محتمل.

وبالتالي فسيكون دور الإنسان الأساسي يكمن بتوجيه وتعليم نماذج التعلم العميق بما يناسب بيئة العمل الخاصة بكل شركة ومؤسسة بالإضافة إلي مراقبة أدائها وضبط عمليات التدريب اللازمة للحفاظ علي مستواها العالي.

أخيرا وليس آخرا فلابد أيضا من إنشاء لوائح وقوانيين تنظم طرق تجميع ومعالجة المعلومات الحساسة أثناء عملية تدريب الأنظمة القائمة علي الذكاء الإصطناعي لمنع سوء الإستخدام ولضمان سلامتها وأمانها وعدم تعرض حياة المستخدم للإنتهاكات المختلفة سواء كانت تلك الحياة حقيقة أم افتراضية.

إن مطالبة المسؤولين التنفيذيين بالتركيز بشكل أكبر نحو تبني مثل هكذا رؤية مستقبلية أمر ضروري للغاية خاصة وأن العالم بات يعتمد اعتماد تام تقريبا علي الاتصالات الشبكية العالمية حيث تصبح مخالب المجرمين والمتربصين الخبيثين أكثر خطورة كل يوم يمر!

1 التعليقات