أزمة الثقة في عصر القطبية المتعددة:

مع توسيع نطاق تأثيرات الذكاء الاصطناعي ودوره المتنامي في حياتنا اليومية، أصبح مفهوم "الثقة" أكثر أهمية من أي وقت مضى.

بينما يتحدث البعض عن فوائد التحول الأخضر والديمقراطية، ثمة جانب آخر يحتاج إلى دراسة متأنية - وهو تأثير فقدان الثقة العامة في مؤسسات الدولة والمؤسسات الخاصة بسبب سوء التعامل مع البيانات الشخصية وانتشار المعلومات المغلوطة عبر الإنترنت.

قد يكون للثورة الصناعية الرابعة والإطار السياسي الجديد الناتج عنها، والذي يتم فيه مشاركة السلطة والسلطات الإقليمية، نتائج غير مقصودة وغير منتظمة مما يؤثر بشدة على الأنظمة القديمة ويسبب اضطرابات اجتماعية وسياسية واسعة النطاق.

لذلك، يجب علينا أن نفكر مليّا بشأن الآليات الملائمة لبناء وصيانة الثقة ضمن هذا العصر الجديد حيث يشكل الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً منه.

كيف سنحافظ على ثقتنا بأنظمة العدل والرعاية الصحية والأنظمة المجتمعية الأخرى في ظل التقدم السريع المرتبط بهذه التقنيات الناشئة وما تخفيه من مخاطر كامنة تتعلق بسيادة البيانات واحترام حقوق المواطنين وخصوصياتهم؟

هل سيكون بوسع الأنظمة القائمة فعليا تحمل مسؤولية حفظ هذه القيم الجوهرية بينما تستمر الدول والقوى المختلفة بالسعي خلف المصالح الضيقة وسط عالم شديد التعقيد؟

وهل ستعمل الحكومات جاهدة نحو ضمان تحرير ملكية البيانات وفي نفس الوقت تنظيم سلوك الشركات العاملة بمجالي الخدمات والاستشارات المالية وغيرها للتأكد أنه لا يوجد توجه واضح للاستخدام الاحادي لتلك القطاعات ضد مصلحة الجمهور العام ؟

هذه بعض الأسئلة الحاسمة التي تحتاج لإجابات مدروسة قبل الشروع في رحلتنا التالية حيث سوف نشهد المزيد من التطبيقات العملية للتقنية الحديثة في جميع جوانب حياتنا.

إن مستقبل البشرية مرتبط ارتباط مباشر بقدرتها على فهم طبيعة التحولات الحاصلة حول العالم وقبول تحدياته ومصارعتها بتكاتف وتعاون دوليين مستندَين لقواعد راسخة تقوم عليها علاقات وثيقه بين مختلف عناصر المجتمع الواحد.

هل نحن جاهزون لخوض غمار المنافسه العالمية لمن سيصبح صاحب الكلمة العليا ؟

!

.

#واقتصاديا #1400 #الذكاء

1 التعليقات