"التلاعب بالأعراف الثقافية عبر المناهج الدراسية: هل يهدد هذا الهوية الوطنية ويشكل عقبات أمام التفكير الحر والمبتكر لدى النشء؟

".

إن تأثير الأنظمة السياسية والاجتماعية على تشكيل عقول الشباب لا يتوقف عند حد استخدام التعليم كوسيلة للتوجيه والتكييف الاجتماعي؛ بل قد يصل إلى مرحلة أكثر خطورة تتمثل في "التلاعب المتعمد" بمعايير وتقاليد المجتمعات المحلية لإحداث تغيير جذري وفعال في طريقة تفكير المواطنين وتصوراتهم عن ذواتهم ودورهم داخل الكيان السياسي الواسع.

وهذا بدوره يؤدي لتكوين طبقة جديدة من الأشخاص الذين ينظرون للعالم بمنظور مختلف ومختلف بشكل مصطنع، مما يشجع على انتشار حالات من سوء فهم الذات وانعدام الانتماء الوطني الحقيقي.

وفي المقابل فإن هذه العملية ستولد نوعاً مميزاً من العقليات التي تتبنى رؤى عالمية متغيرة باستمرار وقد تنفر من الأساسيات والقيم الأصلية لمكان ولادتها وترعرعها.

وبالتالي تصبح مهمة تحديد المصالح الشخصية والجماعية عملية مربكة وغير مستقرة لأصحاب تلك العقول المتخمة بالمعلومات غير المرغوبة والتي غالباً ما تخلو من العمق التاريخي والفلسفي الذي يحتاجه الإنسان كي يفهم نفسه وسياقه بوضوح أكبر.

وهذه القضية تستحق البحث والنقاش العميق حول حدود تدخل الدولة في حياة مواطنيها ومدى صحة وصلاحية ذلك التدخل فيما يتعلق بتغييرات جوهرية كهذه.

كما أنه يستلزم دراسة علم النفس البشري وفهمه للطريقة المثلى لاستيعاب المعلومات الجديدة وعدم التأثير سلبيًا على الصحة الذهنية للفرد وقدراته الابداعية والإبداعية الفريدة لكل فرد حسب بيئته وثقافة نشأته الأصيلة.

إن فتح باب النقاش حول موضوع كهذا أمر حيوي جدا لفهم أفضل لديناميكية العلاقة بين السلطة المركزية وحقوق الأفراد واختلافاتها الثقافية وكيف يمكن تحقيق التعاون المشترك والاستقرار ضمن المجتمع الحديث المعقد والمتنوع ثقافياً.

#يستخدم

1 Comentarios