السؤال الجديد: هل يمكن للذكاء الاصطناعي إعادة تعريف مفهوم "التراث" في عصر المعلومات المتزايد؟

مع ازدهار التقنيات الرقمية مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات، أصبح بإمكاننا تخزين وتوثيق كم هائل من المعلومات حول تراثنا الثقافي والتاريخي أكثر مما كان ممكنًا قبل عقود قليلة مضت.

كما سهّل الأمر التعاون العالمي وتبادل المعرفة عبر الحدود الجغرافية والثقافية المختلفة.

ومع ذلك ، قد يكون لهذا التحول آثار عميقة ومتعددة الجوانب فيما يتعلق بكيفية فهمنا للحفاظ عليه ونقل القيم الموروثة للأجيال القادمة.

على سبيل المثال، ماذا يعني الاحتفاء بتراث عربي أصيل عندما يتم إنشاء نسخة رقمية منه بواسطة خوارزميات مدربة على بيانات غربية غالبًا؟

وما هي الآثار الأخلاقية لاستخدام نماذج اللغات الكبيرة في ترجمة النصوص القديمة وفهمها؟

هل ستصبح دراسة التاريخ مجرد تحليل لمخرجات الخوارزميات أم أنها تتطلب دائمًا منظورًا بشريًا نقديًّا لفهمه بالكامل؟

وهل هناك خطر من فقدان خصوصيتنا الجماعية أثناء جمع البيانات الضخمة لتغذية تلك الأنظمة الذكية؟

بالتالي، فإن السؤال المطروح هو التالي: كيف يمكن الحفاظ على أصالة وتقاليد شعبنا العربي والإسلامي وسط ثورة الذكاء الاصطناعي والمعلومات الهائلة اليوم؟

وكيف سنضمن عدم تحويل تاريخنا وموروثاتنا إلى بضاعة قابلة للمساومة ضمن الاقتصاد العالمي الرقمي المزدهر حالياً ؟

إن كانت القدرة على الوصول المعرفي متاحة الآن لكل فرد تقريبًا - حتى أولئك الذين كانوا مهمشين سابقا بسبب موقع جغرافي معين- فلابد وأن نبحث عن طرق مبتكرة لتحقيق العدالة الاجتماعية والمعرفية الجديدة والتي تأخذ بعين الاعتبار كل الأصوات والحسابات الخاصة بنا وبغيرنا أيضًا.

فهذا الموضوع غاية بالأهمية لأنه يتناول جوهر وجود كيان متماسك يجمع أبناء الوطن الواحد تحت مظلة واحدة تسمو بها روح الانتماء إليه مهما بعدت المسافات وزادت الاختلافات الأخرى.

إنه تحدٍّ لنا جميعًا للتفكير خارج الصندوق وإيجاد حلول ذكيّة تكفل بقائنة ثقافتنا ولغتنا العربية العزيزة في زمن سريع التغيرات وغير مؤكد المستقبل فيه.

#الاثنين