هل حان الوقت لإعادة النظر في مفهوم "التنوع"؟

قد يكون لدينا أجندة اجتماعية شاملة للغاية بحيث تغطي جميع أنواع الهويات الثقافية والجنسانية والسياسية وغيرها الكثير.

.

.

لكن هل نركز بما فيه الكفاية على تنوع القدرات والمواهب لدى الإنسان؟

فنحن نتكلم كثيرا عن المساواة والتعددية وفي النهاية نحرم المجتمعات من تفرد وإبداع أفضل عناصرها وأكثرهم وعياً!

لا يمكن للتعددية الاجتماعية أن تزدهر حقاً إذا لم يكن هناك مجال للموهوبين والمتفوقين ليبرزوا ويتقدموا ويتجاوزوا الحدود التقليدية لما هو "متوسط".

فلربما آن الآوان لأن نفصل بين المساواة الفريدة وبين المساواة العامة.

فعلى سبيل المثال، بينما نسعى جاهدَين لمنح الجميع الوصول نفسه إلى الرعاية الصحية الأساسية وفرصة الحصول على تعليم ابتدائي جيدٍ لكل طفل بغض النظر عن خلفيته الاقتصادية – وهذا أمرٌ أساسي لحياة كريمة– إلا انه عندما يتعلق الأمر بسنوات الدراسة الجامعية وما بعدها حيث تبدأ المواهب الخاصة بالتفتح والإمكانيات العقلية والفنية بالتطور بشكل أكبر هنا يأتي دور الاعتراف بالاختلافات الفردية وتشجيعها بدلاً من كبتها تحت ستار المثالية والمساواة الزائفة.

بالإضافة لذلك، ففي عالم اليوم سريع الوتيرة والذي يقوده العلم والتكنولوجيا، أصبح امتلاك مجموعة متنوعة وغنية من المهارات والمعارف أكثر أهمية من أي وقت مضى.

فالمهارات المختلطة والمرونة الذهنية ضرورية للبقاء قادرين على المنافسة عالمياً، ولتقليل الاعتماد فقط علي المصادر المحلية والثقافة الوطنية الضيقة.

وهذه تعد فرصة عظيمة للدول الصغيرة نسبياً مثل دول الخليج العربي للاستفاده منها كونها تمتلك موارد بشريه وتعليم عال المستوى مقارنة بعدد سكانها.

وفي نهاية المطاف، ستظل قضية تحقيق العدالة الاجتماعية مهمتنا الأولى دائماً، ولكن يتعين علينا أيضا احتضان الاختلافات والتنوع الكبير الذي يشكله الأشخاص ذوي الخلفيات والقصديرات المختلفة.

عندها فقط سنقوم بإنشاء مجتمع حيوي وصحي ومتناسق حقا يعود بالنفع على الصالح العام وعلى رفاهيتنا جميعا كمجموعة واحدة.

#التنوعالحقيقي #احتضانالاختلافات #المجتمع_الصحي