هل العدالة حقيقة مطلقة أم أنها أيضًا وهم اجتماعي مبني على التوافق؟

قد نظن أن القوانين والمؤسسات القضائية تضمن لنا تحقيق العدالة، لكن التاريخ مليء بالأمثلة التي تثبت كيف يمكن لهذه الأنظمة نفسها أن تصبح أدواتاً لقمع الآخر وشرعنة الظلم تحت ستار القانون.

فإذا كانت الحقيقة نسبية ومتشابكة وغير قابلة للوصول إليها كما اقترحت مدونة "كل حقيقة هي وهم"، فإن عدالتنا ربما تكون كذلك؛ انعكاس لأهوائنا الجماعية وقيمنا الثقافية وليس جوهر موضوعي ثابت ومطلق.

فلربما ما هو عادل اليوم يصبح ظالم غدًا عندما تتغير القيم والمعايير المجتمعية.

وبالتالي، بدلاً من البحث عن تعريف واحد وصارم للعدالة، ينبغي علينا التركيز على ضمان وجود آليات شفافة وعادلة تسمح بالتغيير والتطور المستمر لمفهوم العدالة نفسه بما يتناسب مع تقدّم المجتمع وفهمه الجديد لما يعتبر صحيحًا ومقبولا أخلاقيّا.

هذا النهج الديناميكي لفهم العدالة يسمح بتجاوز قيود الرؤى الضيقة ويفتح المجال أمام مزيدٍ من المساواة والشمولية الاجتماعية.

1 التعليقات