بين الحفاظ على الأصالة واستثمار التقدم العلمي.

.

توازن ضروري لمواجهة تحديات المستقبل!

تواجه البشرية اليوم مفترق طرق هام؛ فبينما تدفع التطورات العلمية والتكنولوجية نحو تغيير سريع ومتواصل في حياتنا اليومية والعالم من حولنا، يجب علينا أيضاً أن نحافظ على جذورنا وهويتنا الثقافية والحضارية.

ويظهر هنا الدور الحيوي للفكر الإسلامي الذي يحث المسلمين دوماً على التأمل والتفكر والبحث عن المعرفة، ولكن مع مراعاة القيم والمبادئ الراسخة لديننا الحنيف والتي تعد أساس وجودنا ومعتقداتنا.

كما جاء في الآية الكريمة أَمَّنْ هُوَ قَـٰنِتٌ ءَانَآءَ ٱلَّيْلِ سَاجِدًا وَقَآئِمًا يَحْذَرُ ٱلْـَٔاخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِۦ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِى ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوا ٱلْأَلْبَـٰبِ [٩](https://quran.

com/39/9).

وفي سياق آخر، فإن دعوة القبائل العربية مثل قبيلة بني بحير للمشاركة الفعالة وحماية الشعوب المضطهدة هي شهادة على روح العدالة الاجتماعية التي تغذيها تراثنا العربي والإسلامي.

وكذلك الحال بالنسبة للدور الريادي للمملكة العربية السعودية في اعتماد واستخدام تقنيات المستقبل مثل Blockchain ، والتي تثبت قدرتها على مواكبة التطور العالمي بينما تحافظ على خصوصيتها الثقافية والوطنية.

وعلى صعيد كرة القدم، يعد نجاح المغرب في تنظيم أحداث عالمية بمثابة دليل واضح على قوة بنائه التحتية وقدرته التنظيمية، الأمر الذي يجذب الاهتمام الدولي ويعزز صورته كلاعب مؤثر في المجتمع الرياضي العالمي.

وفي نفس الوقت، تبقى هذه النجاحات محاطة بجدلية سياسية بسبب مشاركة بعض الدول الأخرى في تلك الفعاليات.

أما فيما يرتبط بالمناخ، فالتقلبات المفاجأة في الطقس تستوجب اليقظة واتخاذ التدابير الوقائية لحماية المجتمعات المحلية وضمان سلامتهم.

والحديث عن جمال الطبيعة وروعتها عند سقوط الأمطار في مدن المملكة، فهو تذكير جميل بعمق ارتباط الإنسان بالعالم الطبيعي وكيف أنه يشكل جزءا متكاملا منه، ويتطلب ذلك المزيد من الجهود المبذولة لحماية البيئة وصونها لأجيال الغد.

وبالتالي، لن يكون طريقنا نحو مستقبل أكثر اشراقا إلا إذا حققنا توازنا متناغما ما بين اعتناقنا للإنجازات الحضارية الجديدة والحفاظ على أصالتنا وقيمنا الدينية والثقافية الفريدة.

وهذا بالضبط ما يجسده مفهوم "الإنسان العصري المؤمن".