هل يجب أن نعيد تعريف حدودنا؟

إنّ مقاربة الحكم كوسيلة لتحقيق الشفافية والشمولية أمرٌ حيوي؛ لكنّه يقف عند نقطة حرجة حين يتعلق الأمر بأسس وأركان النظام القائمة نفسها.

إنّ تغيير العقليات والبنى الراسخة يتطلّب أكثر من مجرّد إصلاحات تعليمية وتوعوية.

فعلى سبيل المثال، قد تواجه أي جهودٍ للإصلاح مقاومة شرسة بسبب القيم والمعتقدات المتجذرة لدى الجمهور والتي غالباً ما يتم التأكيد عليها عبر وسائل الإعلام والثقافة الشعبية.

لذلك، ربما ينبغي النظر فيما إذا كنا بحاجة حقاً لـ “كسر” بعض تلك الجذور العميقة لجلب نوع مختلف تماماً من الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية وحتى القانونية.

وهذا النوع الجديد من النظم لن يكون مضمون النتائج أبداً، وسيولد بلا شك العديد من المشكلات الجديدة أيضاً.

.

.

ومع ذلك، فهو يقدم فرصة أمام البشرية كي تستفيد من دروس الماضي وتنمو بطريقة مختلفة عمّا اعتدناه سابقاُ.

كما أنه من الضروري أيضا طرح سؤال آخر وهو مدى تأثر قوانينا بمحيطنا البيئي والحيواتي وما لهؤلاء المخلوقات الأخرى من تأثير مباشر وغير مباشر عليه.

فالحيوانات ليست سوى أحد مصادر الوحي والإلهام لنا كمخلوقات ذات قدرات معرفية عالية نسبياً، وهي بالتأكيد جزء مهم جداً من شبكة الحياة المعقدة التي نقاسمها الكرة الأرضية فيها.

وبالتالي، فإن تجاهل ارتباطاتنا بهذه الشبكات يعني عدم فهم شامل لشروط بقائنا واستمراريتنا هنا فوق هذا الكوكب الصغير نسبيا ضمن اتساعات الكون اللامتناهية!

لذا دعونا نحافظ دائماً على مرونتِنا وقابليةَنا للتكييف والاستعداد لقبول الحقائق مهما كانت صادمة بالنسبة لرؤانا العالمية الخاصة حال حدوثها مستقبلاً.

وفي جميع الأحوال، ثمة حاجة ماسّة لتطبيق حل وسط بين هذين الاتجاهين المتعارضان ظاهريَّاً: الأول يدعو لاعتماد نهج علمي منطقي صارم في سن التشريعات بينما الثاني يحذر بشدة ضد اغتصاب حقوق الغير وخاصتهم داخل نفس المجتمع الواحد بغرض تحقيق المصالح الشخصية والجماعية الضيقة الأمد.

وهنا بالضبط تكمن أهميته القصوى حيث يسمح لكل طرف بإعمال عقله وفكره الخاص أثناء عملية صنع القرار الجماعي ذاك دون فرض قيود خارجية ملزمة لا مجال للمساومة بشأنها قبل البدء فعليا بعملية التفاوض الوطني/الدولي المتعلقة بذلك الموضوع الخلافى المطروح للنقاش العمومي الواسع والنخبوي المختصر حسب الظروف المحيطة به آنذاك.

ختاما وليس آخراً، إنه لمن دواعي سروري دعوتكم للمشاركة الفعالة في رسم خطط غد أفضل وذلك بانضمام صوتكم لهذا التيار الفكري العالمي الذي يسعى جاهداً لإرساء دعائم السلام

1 Kommentarer