تاريخنا مكتوب بأسلوب يفضل صورًا وأساطير، فمن هو المؤلف الحقيقي لهذه السرديات التي نعرفها؟
إلى أي مدى تستمر السرديات التاريخية في تجاهل أصوات وتأثيرات شرقية عظيمة، رغم دورها المحوري في تشكيل حضاراتنا؟
هل نستطيع أن نصدق بأن التقدم الذي سميناه "غربيًا" كان يتجول خاليًا من آثار تبادلات شرقية عديدة؟
في مسيرة الحضارة، نستشعر إحساسًا بالامتنان في كتابات الغرب لأصولها التي يُعزى إليها التقدم.
هذه الإعجابات المكتوبة تحمل شهاداتٍ مخفية عن قصص غير مروية.
فإذا كان الشرق "المضيء" لنور الغرب، فإلى أي درجة تُزَّفِر بصماتها في التاريخ وتحيط علينا مع ذلك إجمالية هذه المسيرات؟
ألا يجدر أن نسأل كيف يمكن لخرائط التأثيرات الشاملة أن تُعاد رسمًا بحيث نستوعب هذه البصمات الغير مجزأة؟
في عالم يتشابك فيه المعرفة بشكل لا يقاوم، كيف ننسج سرديات تحترم "سلاسل التبادل" غير المنقطعة بين ثقافات مختلفة؟
إذا اعتبر الغرب "المخترع"، كيف يمكننا أن نوازن هذه التسمية دون تجاهل المسيرات التاريخية للشرق وأثرها المستمر؟
مسيرات ضائعة، محرومة من الاعتراف، تنتظر أن يكون شُكلاً جديدًا في سرد التاريخ.
أليس من المهم أن نشير إلى أن هذه الحقائق التاريخية المصبوغة بالتجاهل تُطالب بإعادة كتابة شاملة، لا يمكن لسرديات محاصرة بالأساطير أن تستضيف جميع الحقائق؟
نحن غارقون في سرديات حافلة بالأشخاص والتأثيرات المغفلين، لكن ما هي علاقتنا بهذه التبعات الأخلاقية؟
ما هو دورنا كجيل حالي في تحرير هذه الروائع من ظلال التاريخ، وإدخالها إلى قصة أكبر تتجاوز الشرق والغرب؟
هل نستطيع أن نتجاوز مفاهيم "المبدع" لنكتشف شراكات ثقافية أصيلة أُسست على التعاون والابتكار المشترك؟
لا توجد إجابة مغلقة، بل مسيرة مفتوحة للاكتشاف والإبداع.
نحن في عهد جديد يستدعي منا أن نتصور ونكتب سرديات تقول كل الحقائق، وأن نظل مفتوحين لجمال التعاون بين الثقافات.

11 Kommentarer