منذ بداية البشرية وحتى يومنا الحالي، ظلَّ السؤال نفسه عالقا في الهواء: هل نحن مسيطرون أم تابعون للطبيعة؟

لقد دفعنا ثمن عدم احترام التوازنات البيئية مرارا وتكرارا، بدءا من ظاهرة الاحتباس الحراري وانتهاء بجوائح عالمية تهدِّد سلامتنا الجماعية.

لكن الدرس الأكثر أهمية الذي يجب أخذه بعين الاعتبار هو قدرتنا الهائلة على التأقلم والإبداع تحت الضغط الشديد كما رأينا خلال جائحة كورونا الأخيرة والتي أجبرتنا على اكتشاف طرق مبتكرة للحفاظ على التواصل الاجتماعي رغم الظروف الصعبة.

كما علمتنا الجائحة ضرورة تقدير قيمة العلم والمعرفة المتخصصة واتخاذ القرارت المبنية عليها بدلاً من الانسياق وراء النظريات المؤامَرة التي تؤذي المجتمع وتقسمه.

وفي نفس السياق، فإن دراسة الكائنات الصغيرة كجرثومة "هيلوكوباكتر بايلوري"، والتي تستطيع البقاء حيَّة وسط بيئات شديدة الحموضة، تكشف مدى القدرات المدهشة الموجودة حتى ضمن أصغر المخلوقات.

وهذا يشجعنا أيضا على تبني فلسفة جديدة قائمة على التواضع واحترام جميع عناصر النظام الحيوي مهما كانت صغيرة.

وفي حين نطور تقنيات حديثة طوال الوقت، ينبغي ألَّا ننخرط مرة أخرى في سباق تسلح تقليدي مكلف بل التركيز عوضا عنه على نشر التعليم والرعاية الصحية اللازمة لكافة أبناء مجتمعاتنا بغض النظر عن موقعها الجغرافي أو وضعها الاقتصادي.

فالتقدم الحقيقي يقاس بنوع حياة الأشخاص وليس فقط بحجم المصنوعات الحربية لديهم.

وفي النهاية، دعونا نفكر مليّا بما قد يعنيه مصطلح "التطور المستدام".

فهو لا يعني فقط حماية الغابات والشُّعب المرْجانيَّة وإنما أيضاً تغيير طريقة حياتنا اليومية بحيث نحافظ على موارد الكوكب بالنسبة للأجيال المقبلة.

فعالمٌ أكثر انسجاماً مع قوانينه الطبيعية سيضمن رفاهيتنا جميعا لفترات طويلة قادمات.

فلنجعل من هذا الهدف جوهر أولوياتنا الجديدة.

#خلفية

1 Comentários