منشور جديد: ## التواصل الاجتماعي.

.

سلاح ذو حدّين ومصير الشعوب بين يدَيْ الشركات العملاقة

إن قوة وسائل التواصل الاجتماعي لا تحتاج لإثبات؛ فهي بالفعل أحد أهم الأدوات المؤثِّرة في عصرنا الحالي.

لكنْ، كما لكل شيءٍ إيجابياته وسلبياته، كذلك الأمرُ بالنسبة لهذه المنصَّات الرقمية المهيمنة.

فمن ناحية، مكَّنت هذه الوسائط ملايين الأشخاص حول العالم من مشاركة آرائهم وأفكارهم بحريَّة نسبية، وكان لها دورٌ كبير في تسريع الأحداث التاريخية مثل الربيع العربي وحركات الاحتجاج الكبرى الأخرى.

ومن ناحية أخرى، فقد أصبحت أيضًا أرضًا خصبة لتكاثر المعلومات المغلوطة (Fake News)، وتمكين مجموعات التطرف ونشر خطاب الكراهية وزرْع الفرقة بين المجتمعات.

وهناك خطر آخر كامن فيما يتعلق بسيطرة عدد محدود جدًّا من شركات التكنولوجيا العملاقة على معظم منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية.

وهذا يعني أنها تتحكم عمليًا بمحتوى مليارات البشر وتوجه اهتمامهم وانتباههم حسب المصالح التجارية الخاصة بها وليس دائمًا بالمصلحة العامة للشعوب والدول.

وبالنظر للدور الذي لعبته هذه الشركات خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة وما قبلها وبعدها من فضائح انتهاك خصوصية المستخدمين وغيرها الكثير يؤكد ضرورة وجود رقابة وتنظيم صارمين لمثل هذه المؤسسات لمنع أي إساءة استخدام لسلطتها ومحاولة فرض أجنداتها الخاصة تحت غطاء الحرية والديمقراطية الزائف.

وفي النهاية، إن مستقبل شعوب الأرض وقضاياها الحاسمة متعلق ارتباط وثيق بالعالم الرقمي الجديد ولكنه يتوقف كثيرًا على حكمتنا وقدرتنا المشتركة كي نصنع منه أدوات خير وبناء عوضًا عن السماح له بأن يتحول إلى ساحة صراع وفوضى.

فهل سنكون قادرين على تحقيق هذا الهدف أم ستظل الحرب قائمة بلا رابح سوى حفنة من رجال الأعمال الطموحين سرعان ما سينسون شعبوية ادعاءاتهم حالما تصل حسابات بنوكهم للأهداف المرجوة؟

!

1 注释