الإنسان ليس مجرد قطعة بيوتكنولوجية في خضم حديثنا عن البيوهاتكينغ والتطورات التكنولوجية المرتبطة بتعديلات الجسم الجينية والرقمية، ينبغي علينا التأمل فيما يعنيه ذلك بالنسبة لجوانب أساسية لإنسانيتنا.

بينما قد توفر لنا التكنولوجيا طرق جديدة لتحسين حياتنا وتجاوز حدودنا الحالية، إلا أنه يجب عدم فقدان رؤيتنا لقيمتنا الذاتية كبشر.

التنوع البشري هو مصدر ثراء وقوة.

فهو يسمح بوجود مجموعة واسعة من الخبرات والسلوكيات والمعتقدات والقدرات التي تشكل العالم كما نعرفه.

عندما نحاول "توحيد" تجاربنا عبر استخدام تقنيات موحدة لتغيير بنيتنا الفيزيولوجية والنفسية وحتى الشخصية، فإننا نخاطر بفقدان جزء مهم مما يقسمنا ويجعلنا مختلفين بعضنا البعض.

لا شك بأن هناك فوائد عديدة لاستخدام العلوم الحيوية وتقنياتها لصالح الصحة والعافية العامة للإنسانية.

لكن عند الحديث عن "ترقية" أجسادنا بمحتوى تكنوحيوي خارجي، فعلينا طرح العديد من الاسئلة الأخلاقية والفلسفية حول ماهية الحد الفاصل بين العلاج والدعابة وبين الاستبدال والاستقلال؟

وكيف سيؤثر هذا النوع الجديد من العلاقات القائمة علي الدمج بين الإنسان والاجهزة الرقمية على مفهوم الخصوصية والحميمية وحقوق الملكية لأجسادنا؟

وماذا يعني قبول مثل هكذا عمليات تدخليه جذرية للحياة الاجتماعية والعائلية والبناء العام للمجتمع الانساني؟

.

وعلى الرغم من جاذبية العدسات اللاصقه المزوده بتقنيه الواقع المعزز او السماعات الدماغية المتصله بعالم الانترنت العالمي ، فانه من الواجب النظر الى الصورة الكبيره لهذه المساله .

.

.

فربما يكون المستقبل حيث يتمتع الانسان بامكانية الوصول الي معرفة ومعلومات أكبر بكثير .

.

ولكن ان لم يكن لدينا القدره علي اكتشاف جمال الفروقات الاعتقادية والثقافية والشخصية لكل فرد فان قيمته سوف تقل كثيرا.

.

.

وقد تصبح الحياه بلا هدف اذا اصبح الناس عبيدا لرغبة لا نهاية لها من اجل الكمال.

لذلك دعونا نفخر بحقيقة اختلافنا وعدم مطابقتا لانماطا مسبقا وان نعمل معا لخلق مستقبل يحترم خصوصية واختلاف كافة الاشخاص .

#المنتظمة

1 コメント