مع كل خطوة نخطوها نحو المستقبل، نحتاج لتذكر جذورنا وهويتنا؛ لأن الحفاظ على التراث ليس مسؤوليتنا فقط بل حق للأجيال القادمة كي تعرف تاريخ وعظمة أسلافها.

إن دمج تقنيات متقدمة كـ "الذكاء الاصطناعي" لحماية وصيانة آثارنا القديمة هو نهج حكيم ومبتكر.

تخيلوا لوحة رقمية تفاعلية تتيح للمستخدم التعرف على التفاصيل الدقيقة لكل موقع أثري وزاوياه الخفية وذلك عبر الواقع الافتراضي الذي يوفر تجربة غامرة وجاذبة خاصة للفئات العمرية الأصغر سناً.

كما أنه بالإمكان تطوير روبوتات مصغّرة تقوم برصد حالة تلك المعالم باستمرار وترسل بيانات ومعلومات آنية عن مدى سلامتها واستقرار بنيتها مما يساعد المختصين باتخاذ قرارات مدروسة وسريعة فيما يتعلق بعمليات الترميم والصيانة الوقائية وغيرها الكثير مما يحمي كنوز الماضي ويعطيها حياة جديدة بمفهوم عصري حديث.

إن تبادل الخبرات والمعرفة بين مختلف دول العالم حول أفضل الممارسات والاستراتيجيات المستخدمة عالميًا سيضمن نجاح عملية التحوّل الرقمي ويحقق أعلى معدلات الاستفادة منها لصالح ثقافتنا العربية العريقة والتي تستحق اهتمام العالم بأسره لما تحتضنه بين طيات صفحاته الطويلة من قصص ملحمية وأبطال صنعوا التاريخ بحروف ذهبية خالدة لا تنسى مهما تغير الزمن وتبدل الحال.

فلنكن جزءٍ مِنْ حركةٍ تحافظُ عَلَى هُوِيَّتنَا وتقاوم اندثارَها أمام رياحِ العولمة والتغير المناخي وغيرهما كثير.

.

دعونا نسعى جميعًا لإثراء خزائن ذاكرة الأمّة ونؤسس جيلاً واعياً قادراً على حمل مشاعل العلم والنور لكل الباحثين عنهما في أصقاع الأرض كافةً.