تقاطع الطُرق: عندما يلتقي تراث المطبخ العربي بالتجريب العصري هل سبق لك وأن تساءلت عن الاتجاه التالي لمطبخنا العريق؟

بينما نقدر التقليد ونحترم التاريخ الغني لوجباتنا، فلنفكر فيما يحدث عند دمج هذا الماضي المجيد مع الإبداعات الحديثة الجريئة.

خذ مثال طبقي "الفراخ المحشوة" و"سمك الموسى".

يبدو أنهما ينتميان لعائلتين منفصلتين--أحدهما أرضي عميق غارق بالألوان الدافئة والتوابل المشبعة، بينما الآخر منعش وغامر يعكس هدوء البحر.

فماذا يحدث إذا اجتمع الاثنان معا؟

تخيل طبق تجمع فيه دفئ الحشو العطري للفراخ برائحة بخور الصنوبر البري لخشب الزيتون ورائحته المنبعثة أثناء عملية التحميص البطيء، وذلك مع رقة وقوام لحم السمك الطازجة والتي تصبح أكثر اتساقا بعد إضافة بعض العناصر الأساسية للقوام، كمزيج البيض الغير محلاه والنشا بعد قليلة منه لتحقيق النسيج المثالي للاستمتاع به.

تتآزر هذه الأجزاء لتكوين وجبة متوازنة تفجر براعم التذوق بمزيجها غير الاعتيادي.

إنها ليست فقط مسألة خلق مزيج شهي جديد لإرضاء الجماهير المهووسة بالطعام؛ بل هي كذلك فرصة لإعادة اكتشاف كيفية ارتباط مكونات مختلفة داخل قاعدة ثقافية واحدة.

قد يكون الأمر أشبه بفتح صفحة جديدة في كتاب وصفات عائلة كبيرة--حيث يتم الاحتفاظ بالنكهات والجذور الأساسية بينما تسمح للمكونات الجديدة بإضافة فصل آخر لهذه القصص الشهية التي تنقلها الأم من جيل لآخر.

فلنرتقِ بقائمة الطعام لدينا ولندفع حدودَ فنْ الطبَّاخِيْن العربيين نحو آفاقٍ أخرى بعيدة المدى.

1 Комментарии