النظريات بلا تطبيقات تبقى مجرد أحلام جميلة غير واقعية؛ فهي مثل السفينة التي تبحر بلا بوصلة ولا هدف واضح سوى الاستمتاع برحلة البحر الهادئة والامتداح بجماله الأخاذ بينما الجميع يعلم أنها ستضل طريقها عاجلا أم آجلاً.

لذلك فإن الحديث حول فجوة التطبيق والنظرية بات مملاً ومستهلكاً للوقت والجهود المبذولة فيه هباءً منثورا لأنه يقوم على افتراض خاطئ بأن هناك نظريات قابلة للتطبيق أصلا!

إنما المشكلة تكمن أساسا فيما هو أخلاقي وقيمي وليس ما يتعلق بالنزرية والتطبيق كما يدعون زوراً وبهتاناً.

ومن المؤسف حقا عندما يصل نقاش مجتمعاتنا لهذه الدرجة المتدنية ويتحجر عند طرح أسئلة سطحية كتلك المتعلقة بعمر القيادات وما له من تأثير على مدى فهمهم للمسؤولية وغيرها.

.

إلخ .

أما بالنسبة لسؤال الثورة الفكرية فهو سؤال منطقي وصائب لكن الخلل يكمن أيضا في طريقة تناوله حيث يتم التركيز غالبا على أهميته بغض النظرعن آليات تحويل هذه الثورة لأفعال مبنية على دراسة علمائية متأنية وعلى رؤية مستقبلية شاملة بدلا من ترك الأمور للعشوائية والارتجال مما يؤدي لانهيار أي مشروع مهما كانت عظمته وأساساته متينة وصلبة كالصخرة الراسية أمام الأمواج العاصفة.

وفي الختام دعوني أتوجه بسؤالي الجديد وهو : لماذا يعتبر البعض أن النقد الذاتي نوعٌ من أنواع التعصب وأن الانفراد بالرأي الصحيح أفضل دائما حتى لو أدت النتائج لمنطقة رمادية غامضة ؟

#فجوات

1 Comentários