الخصوصية والفردية في عصر الذكاء الاصطناعي بالتعليم: تحديات وفرص لا شك أن تقنية الذكاء الاصطناعي تحمل العديد من الوعود لتحويل المشهد التعليمي الحالي؛ فعلى سبيل المثال، يمكن للأنظمة القائمة عليها تخصيص المواد الدراسية بما يناسب مستوى كل طالب وقدراته ومهاراته المختلفة.

ومع ذلك، فإن هذا النوع من «التخصيص» يثير مخاوف جدية بشأن خصوصية بيانات الطلاب وحقوقهم الرقمية.

إن استخدام خوارزميات التعلم الآلي لفحص سجلات التعلم الخاصة بالطالب وسلوكه داخل الفصل الدراسي وخارجه، واستنتاج نتائج حول ميوله وشخصيته وحتى صحته النفسية والعقلية، هو أمر يستوجب دراسة أخلاقية عميقة قبل التنفيذ الواسع النطاق لهذه التقنيات.

كما أنه يجب علينا وضع ضوابط واضحة لحماية خصوصية هؤلاء المتعلمين الصغار الذين لم يتمكنوا بعد من فهم الدلالات الأخلاقية لكلمات الموافقة والاستخدام العادل والتخزين الآمن للمعلومات الشخصية.

بالإضافة لذلك، يتحتم علينا التأكيد دوماً بأن الهدف الرئيسي لأي نظام تعليمي هو تطوير القدرات الإنسانية الفريدة لدى طلابنا والتي تشمل التفاعل الاجتماعي وبناء العلاقات الصحية وتعزيز مهارات حل المشكلات واتخاذ القرارات تحت الضغط وغيرها الكثير مما لا تستطيع الروبوتات القيام به حالياً.

وبالتالي، بينما نسعى للاستفادة القصوى مما تقدمه ثورة الذكاء الاصطناعي، ينبغي ألَّا نقلل أهمية العنصر البشري وأن نحافظ على مساحة للتجارب الواقعية والتفاعلات الغير رقمية داخل البيئات الصفية مدركين دائماً بأن عملية التدريس ليست مجرد نقل للمعرفة وإنما أيضاً تنمية للإنسان بمختلف جوانبه الجسمية والنفسية والمعرفية.

وفي نهاية المطاف، عندما يتعلق الأمر بدمج الذكاء الاصطناعي ضمن قطاع حيوي وهام كقطاع التربية والتعليم، فالشفافية والأمان والثقة هي مفاتيح نجاح أي تطبيق مستقبلي لهذا القطاع الواعد الذي يؤثر تأثيرا مباشراً وغير مباشر على مستقبل أجيال كاملة!

1 टिप्पणियाँ