مستقبل البشرية بين الإنتاجية والقِيم المشتركة إن الطرح القائل بأن المستقبل سيعتمد على فكرة تجاوز أولئك الذين يعتبرون "غير منتجين" أمر مقلق للغاية ويعكس رؤية ضيقة للإنسانية ومساهماتها المتعددة الجوانب والتي تتجاوز بكثير مؤشرات الأداء التقليدي.

فالإنسان كيان معقد ذو تاريخ طويل ومعقد يشكل مزيجًا فريدًا من القدرات والإمكانات التي تفوق قياسها بمقياس واحد.

وقد أسهم العلماء والفلاسفة والفنانون وغيرهم ممن لا يحققون نجاحات اقتصادية تقليدية في تكوين ثقافة غنية ومتنوعة أثرت ونحتت جوهر التجربة الإنسانية عبر الزمن.

وبالتالي فإن التركيز الضيق على جدوى الربحية الاقتصادية لن يؤدي سوى لاستبعاد الكثير مما يجعلنا بشراً حقًا ولحرمان المجتمعات من الغنى الروحى والثقافي العميق الناتجان عن تنوع التجارب والخلفيات المختلفة للشعب.

لذلك يجب أن نعيد تحديد موقعنا داخل مجتمع يحتفل بقيمة كل فرد ويتسامح مع فارقاته الفريدة حتى وإن كانت غير قابلة للحساب وفق المعايير التجارية السائدة حالياً.

عندها فقط سوف نتجنب الوقوع فيما يشبه مصطلح "الإبادة الجماعية للتنوع".

وهذه دعوة لإعادة تقييم وتقويم العلاقات الاجتماعية بما يوفر بيئة شاملة تقدّر وتستغل أفضل ما لدى الجميع بعيدا عن تقسيم الناس حسب نجاحاتهم وانجازتهم.

وفي نهاية الأمر يتعلق الأمر بحماية روح المجتمع بدلاً من السماح بتقويض روابط الترابط الاجتماعي تحت تأثير قيم صارخة قد تدعو للقضاء علي الآخر المختلف لما فيه خير ذاتي محدود.

وهذا اختيار حيوي وحاسم لمن يريد الصالح العام وليس الخاص.

#قائما #معنى #طريقة #سنسمح #مهارة

1 মন্তব্য