الكلمات سلاح ذو حدين: قوة التنوع اللغوي وخطورة التجانس

لا شك بأن اللغة وسيلة أساسية للتواصل والتفاهم بين البشر، لكن ما الذي يحدث عندما يتم فرض نوع واحد منها كمعيار عالمي موحد؟

هل ستؤدي هذه "الوحدة اللغوية" حقاً إلى انفتاح أكبر وحوار دولي أكثر فعالية، أم أنها قد تقوض الغنى الثقافي وتعيق النمو الشخصي للإنسان؟

إن فرض لغة واحدة عالمياً يشبه زراعة نبات غريب التربة بعيدة عن بيئته الطبيعية؛ فقد ينمو ولكن بنصف قوته وقدراته الأصلية.

فالطفل الذي يتلقى تعليم باللغة الثانية قبل حتى اتقانه لأمّه يتعرض لخطر عدم فهم عميق لمحيطه الاجتماعي والثقافي الأصيل.

وهذا بالتالي سيجعله عرضة لتشويه هويته وانتمائه.

بينما فإن الطفل المتحدث بلغته الأولى والذي يستثمر تلك البداية الصلبة لبناء معرفته وفهمه للعالم سيكون أكثر تأهيلاً لحوار حقيقي وغامر ثقافياً.

بالإضافة لذلك، فإن احتفاءنا بالتعددية اللغوية يحفظ تراث الإنسان ويحافظ عليه للأجيال المقبلة.

إنه مثل خزان ضخم للمعرفة والحكمة يمكن لكل فرد الاستعانة به لإثراء نفسه وللبناء فوق الأساسات الراسخة للحضارات المختلفة.

وفي نفس الوقت، يجب ألّا نغفل الجانب الآخر لهذه المسألة وهو خطورة استخدام الكلمات كسلاح مؤذي سواء كانت عبر الخطاب العام أو حتى داخل العلاقات الاجتماعية الصغيرة.

فالكلمة الطيبة صدقة كما يقول المثل العربي القديم، وكذلك الأمر بالنسبة للجملة المسيئة والتي تستطيع جرح النفس البشرية بشدة.

وهنا يأتي دور فهم الدلالات الخفية behind كلماتنا وأفعالنا كي نرتقي بتفاعلاتنا نحو الصدق والاحترام المتبادل.

ختاماً، دعونا نجعل تعدد اللغات مصدر ثراء وليس سبباً لانقسامنا.

فلنتعلم منهم جميعاً ومن ثم نحاور ونحتفي باختلافنا.

عندها فقط سنكتشف عظمة اتصالنا العميق كمجموعة بشرية متكاملة ومتنوعة.

1 التعليقات