تُعَظِّم التقدم التكنولوجي اليوم مساحة واسعة من حياتنا، لكنْ يجب ألّا ننسى أبداً أنَّ التكنولوجيا هي أداةٌ لا غاية.

بينما تسعى لتحقيق الكفاءة والانسيابية، فقد تخاطر بتقويض جوهر هُويتنا الثقافية وتراثِنا القيمي.

إنه توازن دقيق يحتاج لإعادة النظر باستمرار.

وفي الوقت نفسه، فإنّ المملكة العربية السعودية، بوصفها نموذجا قويا للاقتصاد العالمي، تقدم دراسة حالة مثيرة للإعجاب بشأن كيفية إدارة الدولة لأزمة صحية عالمية عبر تدخل حكومي استراتيجي يعتمد على مبادئ كينزيّة.

وهذا يعكس مرونة وقدرتها على التكيف والتي غالبا ما تكون محورية لنشوء واستقرار أي كيان ثقافي أو اقتصادي.

ثمّة أيضا بعد آخر، وهو البحث عن الحقائق المطلقية.

صحيح أنّ العقل البشري قادر على تحقيق الكثير، إلا أنّه لا يمكنه احتواء كامل الرحاب البشري – ولا سيما المجال الروحي العميق للتجارب الشخصية ومعنى الحياة.

فالدفاع عن الدين ضد اللادينية يتطلب فهما شامل للحياة يشمل كلاً من العقل والعواطف والحواس الروحية.

وأخيراً، فكر فيما يتعلق بالطبيعة البشرية وبناء الأنظمة المجردة مثل الأسواق المالية.

لقد وهبتنا الطبيعة عين الإدراك لكنها لم توضح طريق استخدام تلك العين.

وقد يكون البشر هم الوحيدون القادرون على القيام بهذا الانتقال من الواقع المادي إلى عالم التجريدات الرياضية والمعنوية.

وبالتالي، ربما يمثل التجريد رابط التواصل الإبداعي بين العالمين الطبيعي والبشرى.

هذه المسائل تتعلق جميعا بطريقة تفكيرنا وفهمنا لعلاقاتنا بالعالم من حولنا وبالآخرين ومن ثم فإن مناقشتها ضرورية لاستكشاف معنى وأهداف إنسانيتنا المشتركة.

1 التعليقات