لنقل قضية أخرى ذات علاقة بالذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والتي تتعلق بـ "خصوصيتنا الرقمية".

بينما يساهم الذكاء الاصطناعي في تحسين الأمن عبر تحليل البيانات الضخمة وتقييم المخاطر المحتملة، فإن هذا الأمر يأتي بتكلفة عالية فيما يتعلق بحماية خصوصيات الأشخاص.

العديد من التطبيقات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي تتطلب كميات هائلة من البيانات الشخصية للعمل بكفاءة.

لكن ماذا يحدث عندما يتم جمع ومعالجة تلك البيانات؟

هل هناك ضمان بأنها ستظل آمنة ومحمية أم قد تستغل لأغراض غير مشروعة؟

الحاجة الملحة الآن هي تطوير سياسات وأطر تنظيمية صارمة لحماية الخصوصية الرقمية للمستخدمين، سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات.

كما يتوجب علينا التأكيد على حقوق الملكية الفكرية والحفاظ عليها ضمن عالم مليء بالتطورات التقنية المتلاحقة.

إذا كان الذكاء الاصطناعى بمثابة أداة قوية لتحقيق الكشف المبكر عن الثغرات الأمنية وتعزيز الدفاع ضد الهجمات الإلكترونية، فعلينا أيضًا أن نفكر جادياً في كيفية حماية هوياتنا وبياناتنا الخاصة أثناء القيام بذلك.

إن مستقبل الأمن السيبراني لا يمكن فصله عن مستقبل الخصوصية الرقمية؛ فالنجاح في أحد المجالين مرتبط ارتباط وثيق بنجاحنا في الآخر.

هل نشعر بالأمان عند معرفتنا بأن بياناتنا تخضع للمعالجة بواسطة خوارزميات ذكية للغاية؟

وهل سنتقبل مستوى معين من فقدان التحكم مقابل الحصول على خدمات أفضل وأكثر كفاءة؟

أسئلة أخلاقية وفلسفية عميقة تستحق اهتمامنا جميعاً.

1 코멘트