توازن السوق أم احتكار الموهبة؟

دراسة حالة من الرياضة والفن

ما هو سر نجاح بعض الفرق الرياضية أو الفنانين الذين يبرزون بشكل ملحوظ فوق الآخرين؟

وهل يعود ذلك لقدرتهم الفائقة حقّا؟

أم لعوامل أخرى غير واضحة للنظرة الأولى؟

إن مفهوم "التنافس المتوازن" الذي نشاهده في رياضات مثل كرة القدم الأمريكية يقترح نموذجاً مثيراً للتفكير.

فهو يعمل على ضمان عدالة المنافسة ومنع أي فريق من هيمنته طويلاً.

ولكن ماذا يحدث عندما نطبق نفس المبدأ على المجالات الأخرى كالفنون والإبداع؟

خذ مثال "روني"، الفنان السوداني الذي شهدت أعماله ارتفاعات كبيرة بسبب دعم الجمهور المتضامن معه ضد التنمر.

إن شعبيتها لم تأتي فقط من موهبتها بل أيضًا من الدعم الشعبي الكبير الذي حصلت عليه - وهو أمر مشابه لما تقدمه آليات توزيع الإيرادات في البطولات الاحترافية لدعم الفرق الضعيفة نسبياً.

بالإضافة لذلك، تخيل سيناريو افتراضي بأن بابوات المستقبل سيصبح بإمكانهم اتخاذ قرارات أكثر شفافية وعدلا فيما يتعلق بقضايا الحكام السابقين، وذلك باستخدام أدوات تحليل البيانات الحديثة لإعادة تقييم أحداث الماضي وتقديم رؤى جديدة أكثر موضوعية.

وهذا يشبه الطريقة التي يتم فيها استخدام التحليلات في الرياضة لتحديد قيمة اللاعبين وتقييم أدائهم.

ولكن ما زلنا نواجه سؤال مهم: حتى لو كانت العدالة موجودة داخل الملعب، خارج الملعب وعلى المستوى الاجتماعي والاقتصادي العام، هل نحن حقا قادرون على تحقيق تكافؤ الفرص والتوزيع العادل للفرص والثروة؟

ربما الحلول المؤقتة كالنشاط الخيري ضرورية ومقدرة لها قيمتها، ولكنها ليست نهائية لحل مشاكل جذرية مثل الفقر والعنصرية.

فلنفكر مرة أخرى فيما إذا كنا بحاجة لبناء أسس اقتصادية وسياسية أقوى وأكثر عدلا تدعم الجميع – الأسس التي تسمح لنا جميعا بالوصول إلى منصات العرض نفسها وبالمشاركة في عملية صنع القرار المتعلقة بها.

عندها فقط سنتمكن من خلق ساحة لعب عادلة حقا لكل المواهب والإبداعات البشرية.

#فرصا #والتقييم

1 تبصرے