العلاقة الإنسانية.

.

تحديات العصر الحديث

إن التحولات التقنية والرقمية التي نشهدها اليوم لم تُغيّر حياتنا فحسب، إنما غيرت نظرتنا لماهية "العلاقة".

فالانفصال بين الواقع الافتراضي والحياة الفعلية أصبح هاجسًا يهدد جوهر الاتصال البشري الأصيل.

هل أصبحت العلاقات أكثر سطحية بسبب سهولة الوصول إليها عبر الإنترنت؟

وهل فقد معنى الصدق والتواجد أمام بعضنا البعض قيمته؟

أم أنه ببساطة طورٌ لازم للاستمرارية الاجتماعية وسط زخم التقدم العلمي؟

الحقيقة أن الأمر معقد ولا يمكن اختزاله في جواب واحد.

فهو مرهون بنظرتنا نحن تجاه وسائل الاتصال واستخداماتها.

فعندما تتحكم بنا الوسيلة بدل أن نخضع أدواتنا خدمة لأهدافنا، عند ذاك نبتعد تدريجيًا عما نشعر به وما نريد حقًا.

وما زالت هناك حاجة ماسة لإعادة تقييم مفهوم العلاقة الحميمة بعيدًا عن سطوة الأرقام والإحصائيات.

فهي قبل أي شيء شعور عميق ومبادلة صادقة تجلب الراحة للنفوس وتربط قلوب الناس ببعضهم البعض.

ومهما تقدم الزمن وزادت سرعة دوران عجلة الحياة، فلن تغني شيئا عنا روعة اللقاء وجاذبية الحديث المباشر وصوت الضراط الذي يخالف توقعات الطرف الآخر!

تلك لحظات صغيرة تبدو بسيطة لكن وقعها شديد العمق وتترك أثرها الكبير لدى الجميع مهما اختلفوا واختلفت طبائعهم ونمط معيشتهم.

وفي النهاية، علينا التأكيد أن قوة الرابطة الاجتماعية لا تتمثل فيما نمتلكه من أجهزة متصلة بشبكات الانترنت العالمية بقدر اعتمادها على ما نقدمه لأنفسنا ولمن حولنا من حب خالص وبرهان صادق.

فلتكن فترة ظهور كورونا درس مستفاد منه ضرورة التمسك بجذور الانسان الأولية والتي كانت تقوم دوماً على التعاطف والحنان والسلوك الجماعي الداعم للفرد وللمجموعة كلا منها الأخرى.

#وبالتحديد #التشريع

1 التعليقات