التجربة الانتقالية الليبية تشكل دراسة حالة فريدة حول دور البنى التحتية السياسية والاجتماعية التي ورثتها الدولة منذ حقبة ما قبل الاستقلال وما بعدها.

فهي ليست مجرد حديث حول الثقة العامة في المؤسسات الحكومية فحسب، بل تحليل معمق لكيفية مساهمة هذه البنى الموروثة في خلق عقبات أمام التحول نحو نظام سياسي أكثر شفافية وشمولية.

فعندما يتم التركيز على تعزيز مؤسسات الحكم المحلي والقوانين الملائمة لاحتواء شبكات المصالح المتداخلة، قد يكون ذلك بمثابة خطوة أولى هامة لإعادة تعريف العلاقة بين المواطن والسلطة المركزية.

كما أنه من الضروري إعادة تقييم مفهوم الاستقرار الأمني ضمن هذا السياق، حيث غالباً ما يتسبب عدم حل النزاعات التاريخية وتلبية المطالب المشروعة للمناطق الجنوبية والغربية وغيرها من المناطق الأخرى في تأجيج العنف والحرب الأهلية.

لذلك فإن الدعوة إلى ديمقراطية حقيقية وشاملة تستوجب الاعتراف بهذه الحقائق ومعالجتها بحلول جذرية لتحرير ليبيا من قبضة المصالح الضيقة ومنظومة المحسوبية التي لا تزال تهيمن على الحياة السياسية فيها.

وهكذا تبدو عملية التحول الديمقراطي طويلة ومعقدة، خاصة عندما يتعلق الأمر بإدارة توقعات المجموعات المختلفة وضمان حصول الجميع على حصتهم العادلة من موارد البلاد.

وهنا تظهر الحاجة الملحة لإرساء مبادرات محلية ومشاريع تنموية اجتماعية قائمة على المشاركة الفعالة للشعب نفسه لخلق واقع مختلف عما اعتاده طوال العقود الماضية.

إنها رسالة واضحة بأن تغيير الواقع السياسي يبدأ بالتغييرات الجذرية في بنية المجتمع نفسها.

#ليبياالانتقالية #البنىالتحتيه #التحول_الديموقراطي

#صراع #الطبقات

1 التعليقات