تأثير التقنية على التعليم والتربية في عالم رقمي سريع التغير

إنَّ للتكنولوجيا اليوم دورٌ أساسي وحتمي في تشكيل مسار حياتنا اليومية والعامة؛ فهي وسيلة فعالة لإدارة المعلومات ومعالجتها ونشرها بسرعة وكفاءة عالية.

وقد غدت جزءاً مهماً من نظامنا التعليمي أيضاً.

فللتقنيات مثل منصات التواصل الاجتماعي وأدوات الذكاء الصناعي وغيرها فوائد جمّة عند تطبيقها ضمن سياق تربوي وتعليمي مدروس ومنضبط.

إنها تقدم مزايا عدَّة منها: تسهل عملية جمع البيانات وإحصائها، وتوفر مصادر معرفية واسعة النطاق ومتجددة باستمرار، كما تسمح بتخصيص طرق التدريس حسب اختلاف مستويات وقدرات الطلبة، بالإضافة لدورها الكبير في ربط المتعلمين ببعضهم البعض وبمصدر علمهم بغض النظر عن المسافات الجغرافية بينهم وبين معلميهم ومناهجهم الدراسية.

لكن ينبغي الانتباه لألا تغدو التقنية عائقاً أمام اكتساب القيم الأصيلة المرتبطة بالتفاعلات البشرية الطبيعية والتي تعد ركيزة أساسية لبناء شخصية سوية قادرة علي التأثير والإيجابية داخل مجتمعها.

ولذلك فقد بات من الضروري بمكان إعادة صياغة مفهوم العملية التعليمية بحيث تراعي كلا العنصرين -الإنسان والتكنولوجيا- معا لتحقيق أعلى درجات الكفاءة والجودة الأكاديمية دون التفريط بمعايير القبول المجتمعي والثقافية السائدة والتي تعتبر مرجعاً مهما لمنظومة الحكم والقانون لدينا.

وفي النهاية نسأل الله عز وجل بأن يجعل جهود العاملين بالعلم سلاحاً ناجحاً ضد كل أنواع الظلمات وأن يعيد إلينا شبابنا المؤمن الواثق الصالح بإذنه سبحانه.

1 Комментарии