هل مستقبل الرعاية الصحية يدور حول الربح أم الإنسان؟

في زمنٍ بات فيه المال هو البوصلة التي توجه مسار الرعاية الصحية، أصبح السؤال المطروح ليس فقط "كيف ندفع ثمن العلاج"، وإنما أيضاً "هل نحن مستعدون للدفع ثمناً باهظاً مقابل صحتنا وسلامتنا؟

"

إن تحويل الصحة إلى سلعة قابلة للشراء والبيع قد يكون له عواقبه الوخيمة على المجتمع.

فعندما تصبح الرعاية الصحية متاحة فقط لأولئك الذين يستطيعون تحمل تكاليفها المرتفعة، فإن ذلك يعزز من الفوارق الاجتماعية ويقسم المجتمع إلى قسمين: أغنياء يتمتعون بعلاج أفضل وأكثر فعالية، وفقراء يكابدون بسبب نقص الخدمات الطبية اللازمة لهم.

وهذا الوضع المقلق يدعونا للتساؤل: ماذا لو بدأنا بنظام رعاية صحية أكثر عدالة ومساواة؟

نظام يقدم خدمات طبية عالية الجودة بغض النظر عن القدرة المالية للمريض.

فالحق في الحياة والصحة حق إنساني أساسي يجب حمايته وحفظه لجميع الناس.

لننظر مثلاً إلى الدول الاسكندنافية حيث تعتبر الرعاية الصحية حق أساسي لكل المواطنين، مدفوع عنها جزئيًا أو بشكل كامل من خلال الضرائب العامة.

وقد نجحت هذه النظم في خفض معدلات وفيات الأطفال وتقليل الفوارق في متوسط العمر المتوقع بين مختلف الطبقات الاقتصادية.

إذا كانت الحكومات قادرة بالفعل على توفير بيئة تعليمية مناسبة (رغم المشكلات الموجودة بالنظام)، فلماذا لا تقوم بنفس الدور فيما يتعلق بصيانة وصون الصحة والعافية البدنية والعقلية للفرد والمجتمع بأكمله ؟

إن الوقت قد آن لإعادة تعريف معنى "الصحة" بأنها ليست مجرد غياب للمرض ، ولكن أيضا حالة رفاهية عامة تشمل العناصر النفسية والجسدية والاجتماعية للفرد .

فلنجعل هدفنا الأول سلامة الإنسان ورفاهيته؛ لأنه حين نفقد هذا الشعور بالأمان تجاه صحتِ أجسامنا وعقولنا ، سنخسر الكثير مما يجعل حياتَ الإنسان ذات قيمة ومعنى أصيلان.

#شاملة #ضرورة #تحتاج #والأمان

1 Comments