هل الزمن مفهوم مطلق أم نسبي؟

قد تبدو هذه الفكرة وكأننا نبتعد عن الفلسفة والدين والعلوم الاجتماعية التي تناولتها الأسئلة الأخرى، لكنها تشترك معها جميعاً في البحث عن ماهية الواقع والحقيقة.

تشير الفيزياء الحديثة - خاصة النسبية العامة لأينشتاين - إلى أن الزمان ليس ثابتاً ومطلقاً، بل يتغير بتغير الجاذبية وسرعة الحركة.

وهذا يفتح الباب أمام العديد من التساؤلات الفلسفية حول طبيعة الزمن نفسه.

هل هو جزء لا يتجزأ من بنية الكون كما اعتقد نيوتن، أم أنه ظاهرة مرتبطة بكيفية إدراك عقلك للمكان والأحداث؟

وهل يؤثر وعينا بالزمان على طريقة فهمنا للسببية والعلاقات السببية بين الأشياء؟

إن الإجابة على مثل هذه التساؤلات قد تغير نظرتنا للعالم ولأنفسنا بشكل جذري.

بالإضافة لذلك، فإن مفهوم الزمان النسبي يقدم تحدياً مباشراً للإيمان بوجود قوة عليا خالدة خارج نطاق الزمان والمكان.

فعندما نرى كيف تتأثر الأحداث بحالة الراصد وحركته، فهذا يشجعنا أيضاً على التفكير فيما إذا كانت المفاهيم التقليدية للخلق والإلهام تحتاج لإعادة تقييم وفق هذا المنظور العلمي الجديد.

ربما لم يكن الدافع الوحيد وراء طرح سؤال «هل بدأ الكون منذ زمن بعيد» مرتبط فقط بمفهوم الخالق، ولكنه كذلك انعكاس لقدرتنا البشرية المحدودة على تخيل ما قبل اللحظة الأولى.

وعلى نحو مماثل، عندما نتساءل عمن يدير اقتصاد العالم ولا أحد يعرفه بالضبط، فقد يكون السبب جزئياً بسبب افتقار أدمغتنا لفهم كيفية عمل الأنظمة المركبة للغاية والتي تعمل عبر مسافات وزمن طويل جداً.

وبالتالي، ربما يحتاج الأمر إلى أدوات وأساليب تعليمية جديدة لمساعدتنا على التعامل مع التعقيدات المتزايدة لعصرنا الحالي.

وهذه الأدوات نفسها ستكون ضرورية لتحقيق تقدم مستدام في علم الأعصاب لفهم مصدر الوعي ودوره في تحديد واقعنا المشترك.

ففي النهاية، كل شيء يبدأ ويتوقف عند نقطة واحدة.

.

.

نقطة الصفر!

1 تبصرے