"الهوية البشرية في عصر الروبوتات والنباتيين": هل نفقد شيئا أساسيا في مسار "الفطرة" الحديث؟

هل من الطبيعي أن نرسم خطوطا حمراء بين ما هو تقني وما هو عضوي، وكأن الحياة تسير وفق قوانين ثنائية جامدة؟

بينما يتحدث البعض عن تقدمٍ حضاري مستمر، يرى الآخرون أنه ربما يكون هذا التقدم مصحوبا بخطر كبير؛ فقدان جوهر كياننا وطبيعتنا البدائية.

التحديان الرئيسيان اللذان تواجههما المجتمعات المعاصرة هما سيطرة الآلة وتغير نظام الغذاء العالمي باتجاه الزراعة الحيوانية والصناعية بدلا مما خلقه الله عز وجل.

إن دمج هذين الموضوعين يكشف عن صورة قاتمة لمستقبل قد يفقد فيه الإنسان ارتباطه بجوهره الأصيل ويصبح تابعاً لرغبة السوق العالمية وليس لقيمه الروحية والأخلاقية.

فعلى سبيل المثال، يؤثر النظام الغذائي المرتبط بالتصنيع الصناعي سلباً ليس فقط على البيئة وإنما أيضاً على صحتنا العامة وعلى علاقتنا بالأرض والموارد الطبيعية التي وهبت لنا من الرب جل جلاله.

وفي الوقت ذاته، تقوم الأنظمة المبنية على الذكاء الاصطناعي بإعادة تشكيل طريقة تفاعلنا الاجتماعي وحتى مشاعرنا الخاصة، مما يجعلنا أكثر عرضة للتلاعب النفسي وفقدان القدرة على التحكم بأنفسنا واتخاذ قرارت مستقلة.

بالتالي، كما ذكر سابقا بشأن دور التكنولوجيا في مجال التربية والتعليم، فالاعتماد الكلي عليها يمكن أن يقوض مهارات التواصل الانساني الضرورية لدى النشء وينتج عنه جيلا غير قادر على فهم العالم خارج حدود الشاشة الرقمية.

وبالتالي، يجب البحث دوماً عن طرق مبتكرة لاستخدام التقدم العلمي بما يناسب طبيعتنا ويضمن سلامة وجودنا كنوع بشري له حقوق وواجبات أمام خالقه وأمام بعضه البعض.

وفي النهاية، لا يتعلق الأمر برفض أي تطوير حديث ولكنه دعوة لإيجاد وسط سعيد متماسك يضمن بقاء روحانية الانسان وصلته بالعالم الطبيعي المحيط به بعيدا عن قبضة المصالح التجارية والرأسمالية الجامحة.

#بمنافع #المقال #تحقيق #الحميم #1224