هل تساهم تقنية الذكاء الاصطناعي حقًا في رفع مستوى التعليم لدينا وتعزيز النمو الشخصي للطلاب؟

قد يبدو الأمر جذابًا عندما نفكر في مستقبل تعليمي مصمم خصيصًا وفق احتياجات المتعلمين الفردية باستخدام أدوات ذكية متقدمة.

إلا أنه يجدر بنا التأمل فيما إذا كان هذا "التخصيص" سيحد من فرص تطوير القدرات الاجتماعية الأساسية والإبداعية الحيوية للطالب والتي لا يمكن لأية خوارزمية مهما بلغت دقتها تحقيقها بشكل كامل.

إن التواصل المباشر مع معلم بشري قادر على نقل خبراته وعواطفه يشكل جزء أساسيًا من عملية تعلم شاملة وصحيحة.

كما ينبغي لنا عدم تجاهل ما تزخر به طرق التدريس التقليدية من حكم وحلول بسيطة تناسب واقع حياة الطلاب وتقدم لهم بيئة تعليمية مستدامة وقريبة منهم اجتماعياً وثقافياً.

إن التقدم التكنولوجي أمر مهم بلا شك ولكنه يجب ألّا يأتي على حساب العنصر الانساني في جوهر التجربة التعليمية.

فعلاقة الطالب بمعلمه هي لبنة اساسية في بناء شخصيته المستقبلية.

فلنتخيل عالماً افتراضياً خالٍ من اللمسة البشرية.

.

هل ستصبح الدراسة حينذاك مجرد مجموعة بيانات جامدة وشاملة لكل التفاصيل الدقيقة، أم أنها ستفتقر شيئاً فشيئاً الى عنصر التشويق والاستكشاف الحر للعقل؟

إن ضمان بقاء التعليم حيوياً ومتجدداً يتطلب دراسة متأنية لكافة جوانبه بما فيها العناصر النفسية والبشرية.

فالهدف النهائي للمعرفة هو خلق فرد مبدع ومبتكر يسعى باستمرار لتطوير نفسه ضمن مجتمع مترابط متعدد الثقافات.

1 Reacties