بينما نستعرض التقدم العلمي والطبي الذي شهدناه مؤخرًا، والذي لامسه الناس بشكل مباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي والحياة الواقعية، تبرز حاجة ملحة لإعادة تقييم أولوياتنا الجماعية.

فعلى الرغم من التقدم الهائل الذي أحرزناه في فهم جسد الإنسان وصحته – بدءًا من تحديد الجنس قبل الولادة وحتى تشخيص ومعالجة الأمراض الخطيرة – إلاَّ أن هذا النجاح لا ينبغي أن يُعمينا عن التأثير الكبير لخياراتنا الاقتصادية والسياسية على كوكبنا.

التلوث البيئي وانبعاثات الكربون هي نتائج مباشرة للاختيارات التي نصنعها كتجمعات بشرية ضمن المجتمعات الصناعية الحديثة.

وعلى الرغم من الوعود الكبيرة للتكنولوجيا لتحسين بيئتنا والكبح جماح تغير المناخ، فإن الواقع يشير إلى عكس ذلك تمامًا.

صحيح أنها توفر أدوات مفيدة لقياس ودراسة آثار نشاطاتنا البشرية، لكن الحلول طويلة الأمد تتطلب تغييرا جوهريا في القيم والأولويات.

فلنتخيل عالماً مختلفًا قليلاً.

.

.

عالمٌ فيه الهدف الرئيسي للمؤسسات التجارية هو تحقيق الربحية ضمن حدود موارد أرضنا الطبيعية المتواضعة والمحدودة.

مؤسسات تعمل بمسؤولية وتضع سلامة واستدامة البيئة فوق المكسب قصير النظر.

شركات تؤمن بأن النمو الاقتصادي لا يعني قطع الأشجار بلا حساب ولا يستوجب رمي مخلفاتها السامة في بحار العالم.

وهذا الأمر ممكن فقط عندما تتحرك الحكومات العالمية باتجاه وضع قواعد وأنظمة صارمة تضمن احترام الجميع لقواعد اللعبة الجديدة والتي تقوم على أساس العدالة الاجتماعية والعدالة المناخية.

إن تحويل التركيز الحالي نحو “الصحة الداخلية” والعناية بالنفس أمر ضروري ولكنه غير كافٍ وحدَه لمعالجة القضايا الملحة المتعلقة بكوكبنا.

يجب علينا جميعاً – سواء كنا علماء طب أو خبراء اقتصادات– العمل سوياً لإيجاد حلول مبتكرة تراعي ازدواجية العلاقة بين صحتنا الفردية والصحة العامة للكوكب.

فالإنسان جزء من النظام البيئي وليس خارجه.

وبالتالي، لن نحقق أي تقدم حقيقي طالما كان هناك عدم توافق فيما بينهما.

لذا دعونا نجتمع ونطالب بسياسات وسياسات عامة تدفع بنا قدمًا نحو مستقبل مستدام وصحي لنا وللجيل التالي.

#عالم

1 注释