هل نعيد رسم خارطة المستقبل بعيون جديدة؟

في حين تبدو الأنظمة التعليمية التقليدية وكأنها الركيزة الأساسية لتكوين الأفراد المؤهلين لسوق العمل، إلا أنها غالبًا ما تتجاهل بدورها الدور الحيوي الذي تلعبه التجربة العملية والتعلم الذاتي خارج غرف الفصل الدراسي المغلقة.

فلنفترض للحظة أنه بالإضافة لإعادة تقييم دور التعليم الرسمي، فقد آن الأوان لأن نعترف بأن اقتصاديات عصرنا الحالي تتطلب أكثر بكثير من مجرد امتلاك الشهائد الأكاديمية اللامعة.

في الواقع، يبني العالم الجديد على أساس "الاقتصاد الإبداعي"، حيث تصبح الابتكارات والأعمال الريادية هي المحرك الرئيسي للتنمية الاقتصادية.

وعندئذ فقط سنجد الفرصة المثالية لكشف المواهب الكامنة داخل نفوس أولئك الذين ربما فشلت نظم التعليم التقليدية باحتضانها بشكل كامل بسبب عدم ملائمتها للمعايير الصارمة لهذه النظم.

بالإضافة لذلك، عندما نضع في اعتبارنا ضرورة الانتقال التدريجي بعيدا عن الاعتماد الكامل على الثروات الطبيعية، مثل النفط مثلا، والذي يعد مصدرا غير مستدام للطاقة والدخل الاقتصادي، عندها سوف يتحقق مفهوم "المشي على قدميك" حرفيًا ومعنى.

سيتمكن شباب الوطن من بناء مستقبل مختلف يستحقونه باستخدام ملكتهم العقلية وقدرات ابتكارية لا حدود لها والتي ستساهم بلا شك في تأسيس اقتصاد مزدهر قائم على مبدأ الاستدامة والمعرفة البشرية كمصدر أساس للدخل الوطني عوضًا عما تقدمه الأرض بمواردها الزائلة يومًا بعد آخر.

إن الاستثمار بالإنسان وتنميته وصقل مهاراته الخاصة بهدف تحقيق ازدهاره الخاص والشامل للمجتمع ككل يعتبر خطوة جريئة وجبارة نحو نهوض حضاري شامل يسعى الجميع لتحقيقه ولكن قلة هم من يجترؤون عليه.

#الخطأ #القادمة #الصغيرة #سواء #الوطني

1 Yorumlar