المستقبل بين النواة والسلام: تحديات وآفاق عربية

في ظل تزايد الاعتماد على العملات المحلية وخطوات الدول العربية نحو الانضمام لمجموعات عالمية مؤثرة مثل "بريكس"، فإن تأمين الأمن الوطني أصبح أكثر ضرورة من أي وقت مضى.

وفي حين تشكل التكنولوجيا الحديثة أدوات فعالة لتحقيق التقدم الاقتصادي والمعرفي، إلا أنها تحمل أيضا مخاطر خفية تهدد جوهر عملية التعلم وتطور مهارات التفكير النقدي لدى الشباب.

لذلك، بينما نسعى للاستفادة القصوى من مزايا العالم الرقمي المتنامية، علينا ألّا نهمل دور التربية التقليدية التي تصنع قيادات واعية وقادرة على اتخاذ قرارات مدروسة ومستقبل أفضل لشعبها وأمتها.

إن امتلاك العرب لسيف ذي حدّين؛ الحد الأول يتمثل في القدرة على مواكبة الثورات الصناعية والتكنولوجية والاستثمار فيها لإعادة رسم خرائط السياسة والاقتصاد العالميين لصالح قضايانا المصيرية المتعلقة باستقلال القرار واستخدام مواردنا بحكمة ودون تبعية لأحدٍ سواكم.

أما الحد الثاني لهذا السيف فهو التحفظ والحذر بشأن الآثار طويلة الأجل لهذه الأدوات القوية والتي تؤثر سلبا عندما تستخدم بسوء تقدير وبشكل غير مسؤول وعلى نطاق واسع كما يحدث حاليا مع العديد من تطبيقات الواقع المعزز وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي المؤذية للعلاقة الاجتماعية بين الناس وللقدرة على التركيز والانتباه لما هو مهم وحقيقي خارج الشاشة الصغيرة!

ومن ثَمَّ، فلابد لنا من وضع قواعد صارمة لاستعمال تلك الوسائل وضمان عدم سيطرة الشركات العملاقة المسيطرة على مساحات حياتنا الخاصة ومراقبة كل صغيرة وكبيرة نقوم بها وذلك حفاظا على خصوصيتنا وعقلانيتنا وحريتنا للفعل ورد الفعل خارج نطاق ما يسمح به هؤلاء الربابنة الإلكترونيون الذين يسعون للإمساك بمقاليد السلطة السياسية أيضا عبر التحكم بعقول جمهور عريض بات يعتمد عليهم اعتماد الكلى الوحيدة لمن لديه واحدة فقط!

.

وفي النهاية، فالأنظمة التعليمية مطالبة بإعادة النظر جذريا بنظرياتها ومنهجيات تدريسها بحيث تقوم بدلاً من الافتتان بالأجهزة والمحتوى المرئي وما يقدمه من معلومات سطحية وغير مبوبة غالباً، ببناء شخصيات متكاملة تعرف حقوقها جيداً وتمارس مهارتها الأساسية في طرح الأسئلة البناءة عوضاً عن تلقي المعلومات جاهزة ومعدة حسب مزاج المؤسسات المنتجة لها والتي ربما لاتتوافق دائماً مع قيم المجتمع وثقافاته المحلية الأصيلة .

وهنا يأتي أهمية العودة للطبيعة والخروج للنزهات الجماعية الرياضية وغرس روح الفريق الواحد داخل نفوس النشء منذ بداية مراحل تعليمهم الأولى كي ينشؤوا جيلا قوياً متيناً لا يعرف اليأس طريق إليه أبداً مهما اشتدت عليه الظروف الخارجية القاهرة.

ختاما، دعونا نجتمع سوياً لإيجاد صيغ توافقية بينهم وبين التحديات المقبلة والاستعداد التام لملاقاة أي متغير مفروض علي واقع المنطقة المختلطة أصلاً بفعل عوامل التاريخ والجغرافيا السياسية الملتبسة دوماً!

#النووي #اعتمادها #تبدأ #يمكن

1 Comments