ثورة الذكاء الاصطناعي: فرصة لإعادة تشكيل التعليم نحو العدالة الاجتماعية إن عالمنا اليوم يشهد ثورة غير مسبوقة في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو أمر يحمل معه فرصاً هائلة لأجل تحقيق تقدم كبير وتعزيز الإنصاف الاجتماعي في قطاعات مختلفة بما فيها المجال التعليمي.

إن تبني أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي داخل النظام التعليمي ليس بالأمر الهيّن ولكنه ضروري لخلق بيئة تعلم أكثر فعاليَّة وإنصافاً لكل فرد بغض النظر عن خلفيته الاقتصادية والثقافية والدينية.

فعلى سبيل المثال، توفر منصات التعليم عبر الإنترنت والتي تعتمد على خوارزميات متطورة مصادر معرفية غنية ومتنوعة مما يفتح آفاق جديدة أمام المتعلمين الذين ربما كانوا يعانون سابقاً من محدودية الوصول لهذه المصادر بسبب موقع سكناهم أو وضعهم الاقتصادي.

بالإضافة لذلك فإن البرمجيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي قادرة أيضاً على تقديم تغذية راجعة فورية وشخصية للطالب حسب مستواه وقدراته الخاصة وهذا بالتالي يساهم برفع مستوى الأداء العام ويسمح بتوفير وقت الأساتذة وإعادة توظيف جهدهم باتجاه دعم أكبر لتطوير طرق التدريس وتمكين باقي الطلبة ممن هم بحاجة لمزيد اهتمام خاص.

ولا شك بأن تطبيق ممارسات قائمة على مبدأ الانصاف بين الجنسين وضمان حصول جميع أفراد المجتمع على نفس المقدار والجودة من خدمات التعليم يعد خطوة أولى وأساسية نحو تحقيق تنمية بشرية مستدامة.

وفي هذا السياق تلعب الحكومات وهيئات صنع القرار دور جوهري وذلك بإقرار السياسات الملائمة والاستثمار الكافي في تطوير بنى تحتية رقمية مناسبة وكذلك تدريب الكادر العامل بهذا القطاع الحيوي حتى يتمكن الجميع حقاً من اكتساب المهارات اللازمة للاستعداد لسوق عمل المستقبل المتعدد المهام والذي يعتمد اعتماد كلي على براعة الإنسان واستخدامه السليم لقوة التكنولوجيا الحديثة.

وفي نهاية المطاف لن يتحقق أي تغيير جذري إلا بوجود عزيمة راسخة لدى صناع القرار وعمق رؤيتهم للمستقبل فالهدف الاسمى دوماً ينبغي له ان يستند لعقيدة راسخة بان العلم نور وان طلب التعلم عبادة وطريق مباركة نحو رفاهية البشرية جمعاء بعيدا عن اي اعتبار عرقي او جنسي او عقائدي.

وليكن هاجسنا دوما نشر رسالة سامية مفادها أنه عندما نعلم ونعلم الآخرين فاننا بذلك نزرعون بذورا تحمل ثمرا مباركا ينتشر عطره في اصقاع الأرض كافة.

#إعادة #المتقدمة

1 التعليقات