هل تسلب التكنولوجيا منا روح التجربة والمعاناة؟

نجاح أي مشروع أو مسعى غالباً ما يقاس بمدى صعوبته وتحدياته وما تتطلبه من جهد ووقت وصبر.

.

.

فالنجاح سهلٌ لمن يملك المال والقوة والسلطان ولكنه مكلف لمن لا يملك شيئا سوى عزمه وإصراره وعمله الشاق.

وهذا ينطبق أيضاً على مجال الفن والإبداع حيث تكمُن قيمة المجهود والعطاء في تجاوز العقبات والصمود ضد المصاعب المختلفة خلال الرحلة الطويلة نحو تحقيق الهدف النهائي.

وقد أصبحنا الآن نواجه تحدياً جديداً يتمثل في إمكانية إلغاء دور العامل البشري واستبداله بمساعد رقمي متطور قادرعلى القيام بمعظم مهامه بوتائر عالية وبنتائج شبه كاملة وخاليّة من العلل والمشاكل الناتجة عن العنصر البشري والتي تعتبر جزء أساسي من العملية نفسها ومصدر ثراء وغنى للمحتوى الناتج عنها.

وهنا بيت القصيد وهو أنه إذا اختفى الجانب البشري المعتمد عادة كمقياس للمعاناة والعمل المضني فسيتغير مفهوم النجاح ذاته ويتحول لمعيار مختلف يقوم فقط على مدى كمال المنتج وسلامة تنفيذه بغض النظر عن مقدار الوقت والجُهد المبذولَين أثناء صنعه.

ولذلك أصبحت مسألة اعتماد المزيد من الروبوتات والأنظمة الآلية في مختلف قطاعات المجتمع قضية حساسة جدا تحتاج إلى دراسة معمقة لكل آثارها الاجتماعية والنفسية والاقتصادية قبل اتخاذ القرارات المصيرية بشأنها لأن تبني مثل هكذا تكنولوجيا بشكل خاطيء وغير مدروس سيحول عالمنا لعالم بارد خالٍ من الأحلام والطموحات وسيجعل مصطلح "الإنجاز" مجرد كلمة فارغة ولا معنى لها!

1 Kommentarer