المساواة في الرعاية الصحية وعصر الذكاء الاصطناعي

لقد أصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ومن المؤكد أنه سيغير طريقة تقديم خدمات الرعاية الصحية في المستقبل القريب.

ومع ذلك، كما هو الحال مع أي ابتكار تكنولوجي، هناك مخاطر محتملة يجب التعامل معها بحذر.

أحد أهم التحديات التي نواجهها حاليًا هي ضمان حصول الجميع على نفس المستوى من الرعاية، بغض النظر عن وضعهم الاقتصادي أو موقعهم الجغرافي.

إن تطبيق الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي لديه القدرة على تحسين نتائج المرضى وتقليل تكاليف العلاج وزيادة كفاءة التشخيص والعلاج.

لكن هذه الفوائد معرضة للتآكل إذا كانت الطبقة العليا والميسورة فقط هي التي تتمكن من الوصول لهذه الخدمات الحديثة، تاركة الفقراء بلا خيار سوى تلقي رعاية صحية تقليدية وأحياناً محدودة.

لذلك، ينبغي لنا العمل الآن لضمان توزيع عادل ومتساوي لأثر الذكاء الاصطناعى على قطاع الصحة العالمي حتى يتمكن جميع البشر من الاستفادة منه واستقبال أعلى درجات العناية الطبية بغض النظر عن خلفيتهم الاجتماعية والاقتصادية.

إن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي قادرة بالفعل على توفير حياة أفضل للناس حول العالم، لكن هذا الأمر مشروط بقيام الدول والحكومات باتخاذ إجراءات عملية لتقديم مثل هذا النهوض العلمي لكل أفراد شعوبها وعدم حجب فوائدة إلا لمن يستطيع دفع رسومه.

فالطب المتطور خدمة عامة وليست سلعة خاصة!

هذا التحول نحو المساواة يشبه كثيرا موضوعات أخرى ناقشناها سابقاً؛ فهي تدور جميعها حول مفهوم واحد وهو ضرورة إعادة هيكلة الأنظمة والعمل الجماعي لحماية حقوق الإنسان وضمان رفاهيته بغض النظر عن الاختلافات الأخرى كالوضع الاجتماعي والديني وغيرها الكثير.

فكما طالب البعض بإعادة رسم مدننا لجعلها صديقة بيئيا وسوسيولوجياً، كذلك ندعو لإعادة تأهيل نظامنا الصحي عالميا ليشمل كل فرد فيه تحت مظلة واحدة هي الرحمة والتضامن البشري الأصيل.

#يعزز #يمكننا

1 Kommentarer