تحديات الأخلاقية في عصر الذكاء الاصطناعي: ضرورة وجود قواعد سلوكية مشتركة

إن الثورة الصناعية الرابعة تُغير شكل العالم كما نعرفه اليوم؛ حيث يُعدّ الذكاء الاصطناعي أحد أبرز مظاهر تلك الثورة ويؤثر تأثيرا عميقاً وكبيراً على مختلف جوانب الحياة بما فيها المجال التربوي والتعليمي وعلى الرغم مما يحمله الذكاء الاصطناعي من فوائد وإمكانات هائلة إلّا أنه يفرض علينا أيضا بعض المخاوف والتحديات الأخلاقية الأساسية والتي تتطلب اهتماما خاصا.

وفي حين تتمحور المناقشات الحالية حول مدى قدرة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على حل مشكلات صناعة التعليم التقليدية فإنني أرغب هنا في تسليط الضوء على جانب آخر مهم وهو الحاجة الملحة لوضع آليات رقابية وتنظيمية فعالة للحفاظ على سلامة وأمان عملية دمج الذكاء الاصطناعي داخل المؤسسات التعليمية المختلفة.

بالنظر لما سبق ذكره سابقا بخصوص الرحلة التعليمية نحو المستقبل الرقمي، فقد برزت عدة عقبات أمام تحقيق الاستفادة القصوى من مزايا التحول الرقمي ومن ضمنها قضية الفجوة الرقمية والتي تهدد مبدأ المساواة والعدالة الاجتماعية ولذلك فإنه يتوجب علينا وضع حد لهذه القضية عبر ضمان حصول الجميع وبدون استثناء على أدنى مستويات الدعم الإلكتروني حتى يتمكنوا من الانضمام لهذا التيار التكنولوجي الجديد والاستفادة منه بشكل كامل ودون أي قيود .

أما بالنسبة للجوانب الأخرى المتعلقة بتطور مهارات الطالب سواء كانت أكاديمية ام اجتماعية فانه لايمكن اغفال الدور الكبير والمكمل احيانآ للتكنولوجيا الحديثة والذي تقوم به مهنة التعليم الأصيلة والتي تعد بحق ركيزة اساسيه لبناء اجيال قادرة علي التعامل الامثل مع متغيرات الزمن وعوامل التأثير فيه .

وبالنسبة للجزء الثاني الخاص بالعقوبات الحكومية في عصر الذكاء الاصطناعي فان التطرق الي اهميته ضروري جدا خاصة اذا ما اخذنا بالحسبان ان التطور الهائل الذي شهدناه مؤخرآ فيما يتعلق بقضايا الخصوصية وانتشار المعلومات المغلوطة وغيرها الكثير مما يستلزم وجود اطار تشريعي واضح وقوي يلزم الشركات المصنعه لهذه الأنظمة باتباع اعلى درجات الشفافية اثناء تطوير منتجاته بحيث تخضع لكل مراحل الانشاء لفحص وتقويم شامل قبل اطلاق المنتج النهائي وذلك كي لاتقع ضحية للممارسات التجارية غير المسئولة والتي غالبا ماتهدف فقط لجذب اكبر عدد ممكن من العملاء بغض النظر عن النتائج المترتبة عليها!

كما انه من الضروري بمكان ايضا اقامة اطر تعاون دولية بين الدول المختلفة لإدارة واستخدام هذه القوة الهائلة بطريقة مسؤوله تحافظ علي قيم المجتمع وثقافاته الخاصة.

اخيرا وليس آخرا يجب الا ننسى دور وسائل الإعلام المرئي والمسموع والقنوات الإلكترونية الأخرى في نشر ثقافة الذكاء الاصطناعي وتعزيز مفهوم "الأخلاقيات المهنية" لدى المطورين والمستخدمين معا لمنع اي سوء استعمال لها نهائيآ.

وفي النهاية تبقى دعوة موجهة الي كافة شرائح المجتمع باهمية فهم ومعرفة مقاصد الغاية النهائية لهذا العلم ولما له من أثر بالغ الأهمية علي حاضر ومستقبل البشرية جمعاء وأن نعمل جميعا يد بيد حفاظآ عليه من عبث العابثيين وسوء تطبيق الط

#الجميع #البشري #الأدوات #التفاعل #سيصبحون