إعادة النظر في دور الذكاء الاصطناعي في المجتمع والحياة اليومية إنّ التقدم التقني الذي نشهده اليوم، وخاصة فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، يمثل نقطة تحوّلٍ مهمَّة تتطلب منا الانتباهَ بعقلٍ متنوِّر وقدر كبير من المسؤولية الجماعيَّة.

فبينما تُقدِّمُ لنا هذه التطوُّرات حلولا مبتكرة لتحديات عصيبة، فإنَّ عليها أيضا أن تخضع لفحص أخلاقي ومعايير قانونيَّة صارمة لحفظ الحقوق الأساسية للإنسان ولضمان عدم هيمنتها عليه واستغلالها لأجل مصالح ضيقة.

الرعاية الصحية: فرصٌ عظيمة لكن بتحذيرات أخلاقيَّة ملحة تعتبر مجالات الطب والصحّة من أكثر القطاعات تأثيرا بالإنجازات الأخيرة للمعرفَة العلميَّة وتقنياتها الحديثة كتطبيق "العلاج الجيني".

وعلى الرغم ممّا يحمله ذلك من آمال كبيرة لشفا المرضى ومنح الحياة لمن أصابهم الداء الوراثي؛ إلا أنه يتطلّب تنظيمات وطرق عمل واضحة لمنع أي سوء استعمال قد يؤذي الفئات الأكثر ضعفاً.

كما يجب ألّا تغفل عن قيمنا الإنسانية المشتركة وأن نحافظ دوما على رفاهيتنا الجمعية فوق المصالح الخاصة.

وهذا يجعل فتح نقاش عام واسع حول طريقة تكامل تلك التقنيات في يومنا أمر إلزامي.

التعليم: ميزة تنافسية عبر تخصيص الخبرة ولكن احذروا!

في عالم يتميز فيه الوصول للمعرفة بمختلف مستوياته وأشكاله المختلفة، يأتي دور الذكاء الاصطناعي ليقوم بدور أساسي بإتاحتها وبأسلوب شخصي يناسب ميولات الطالب وقدرته الذهنية.

ويساعد ذالك فى رفع معدلات النجاح وترسيخ مبدأ المساواه والوصول الي المعلومه بصرف النظر عن الخلفيه الاجتماعيه للطالب .

ومع ذلك ، ينبغي الا نهمل العناصر الإنسانيه والجانب الاجتماعي أثناء سيروره العمليه التربويه لأن تأثير العلاقات الانسانيه علي نفسية المتعليم امر هام للغاية ولا يمكن تجاهله مهما بلغت سرعه وسلاسه نظم التدريس الإلكترونيه .

لذلك، فان ايجاد توازن واقعي وعلاجه أمر حيوي لبناء جيل متعلم ومتفاعل اجتماعياً.

ولا شك ان المستقبل سيشهد مزيدا من الدمج العميق بين الواقع والتكنولوجيا الحديثه وانشاء بيئه معلوماتيه صحيهه وغنيه بالتجارب الفريده والتي تساند نموه الإنسان بكافه جوانبه السيولوجيه والنفسيه والجسديه.

والحكمة تكمن في اختيارنا لاستخدام هذة الادوات بكفاءه فائقه وفي آن واحد بالحفاظ علي جوهر ماهيتنا البشريه والهوية المميزه لنا كمجموعة بشريه تجمعها روابط عاطفيّه عميقه لاتزال راسخة بقيم اخلاقيّة ساميه.