تتجاذب المدينة والهوية الوطنية خيطًا رفيعًا بين الأصالة والتغير: فقد شهدت المدن السعودية تطورًا سريع النمو، مما فرض ضغوطًا على النسيج الاجتماعي التقليدي.

فعلى الرغم من التقدم الحضاري والاقتصادي، إلا أنه يجب عدم المساس بالجذور والقيم الراسخة لدى المجتمع السعودي والتي شكلّت جزءًا أساسيًا من كيانه منذ القدم.

وهذا يتعارض مع ما جاء في النص الأول حول ضرورة تحديث أساليب التعليم والنظرة للمدرسين القدامى الذين كانوا يمثلون مرجعيات مطلقة للمعرفة سابقًا.

وفي حين أنه من الضروري تطوير العملية التربوية بما يتناسب وعصر المعلومات الحالي، لكن هذا لا يعني بالضروب إلغاء مفهوم الاحترام والتقدير الذي يستحقونه مقابل جهودهم المبذولة سابقًا.

وبالتالي، ينبغي تحقيق نوعٍ من المصالحة بين هذين العالمين للحفاظ على روح المجتمع وهويته وسط موجات التغيير المفاجئة.

ومع الانتقال للنقطة الثانية بشأن غنى التراث الثقافي وكيف يمكن اعتباره مصدر إلهام بدلاً من جمود الماضي، فلابد هنا من التأكيد بأن التمسك بالموروث الشعبي والفنون الشعبية وغيرها من المكتسبات الثمينة يعطي دفعة للأجيال القادمة لفن أصيل مستمد من واقع حياة أسلافهن.

ولا شك بأن المزج بين مقومات الأصالة وحداثة النهضة سيولد أعمال مبدعة تخطف الأنظار وتمثل امتدادا لحقب مضت.

لذلك، لنعمل جميعًا بدءًا بالجهات الحكومية المختصة وحتى الشارع العام على دعم وتشجيع أي مبادرات هدفها إعادة اكتشاف مخزوننا الوطني والاحتفاء به وبباقي شعوب المنطقة لما فيه خير وصلاح الجميع.

1 הערות