بين الذكاء الاصطناعي والإبداع البشري: مستقبل يتشكل بقيمة الإنسان

إن ظهور الذكاء الاصطناعي يقدم لنا سردًا مزدوج الوجه؛ فهو وعد بمزيد من الكفاءة والدقة، ولكنه يحمل أيضًا مخاطر تغليب الكمبيوتر على الإبداع والفكر النقاد لدى الفرد.

ومع ذلك، يجب علينا عدم رؤيته كتحدٍّ بقدر ما نشاهده كفرصة لتحديد مكانتنا الحقيقيّة ضمن هذا المشهد المتغيّر باستمرار.

إن استخدام الروبوتات في المهام العملية مثل قياس المكوِّنات أثناء الطبخ أمر مفيد بلا ريب، حيث إنّه يوفر وقتًا ثمينا للطاهي ليقوم بتركيز انتباهِه على جوانب أخرى مهمة للغاية ولا تقل أهميتها عن القياسات الدقيقة وهي النكهات والرائحة ورؤية اللوحة النهائية بألوان شهية وجذابة.

وبالمثل يمكن اعتبار تطبيقات الذكاء الاصطناعي الأخرى مساعدات قيمة للمعلمين ومنظمات البحث العلمي وغيرها الكثير طالما استخدمناها بطريقة ذكية بحيث تستكمل عملنا وليس بديلا عنه.

كما أنه من الضروري إعادة النظر فيما يتعلق بعلاقتنا بالطبيعة وبالبيئة المحيطة بنا خاصة بعد التصعيد الكبير الذي شهدناه مؤخرًا بسبب ظاهرة الاحتباس العالمي وما نجم عنها من آثار مدمرة للحياة البرية وللحياة البشرية كذلك.

هنا تأتي أهمية التربية والتثقيف باعتبارها حجر الزاوية للحفاظ على موارد الأرض وحماية حقوق الأجيال القادمة فيها.

كما ينبغي تشجيع المبادرات الخضراء ودعم المشاريع الصديقة للبيئة والتي تعمل وفق مبدأ إعادة التدوير والاستخدام الأمثل لكل شيء.

وفي النهاية لننتبه جيدا لفكرة واحدة هامة جدا وهي ضرورة التوازن دائماً.

فلا يوجد حل وسط بين الاعتماد الكلي على الآلة وبين التجاهل المطلق لها.

ولكن استلهاما من قصيدة أحمد شوقي الشهيرة : «.

.

.

فإذا اعتدلت أتانَ» ، سيتطلب تحقيق مستقبل مزدهر مزيجًا مدروسًا من كلا العالمين – الإنسان والآلة– لتحقيق أعلى مستوى ممكن من الإنتاجية والكفاية مع الحفاظ على صفاتنا المميزة كنوع بشري .

وهذا يعني الاحتضان الشامل لقدراتنا الخاصة والإبداع بها جنبا الى جنب مع قوة الذكاء الصناعي والقدرة الحاسوبية العمياء .

إنه طريق طويل وصعب ولكنه يستحق الاجتهاد والسعي نحوه لأنه سيحدد مصير حضارتنا وانجازاتها لألاف السنوات القادمة.

#تحقيقها #البشرية #يواجه #وتعزيز