إن التركيز المفرط على تبسيط العملية التعليمية عبر استخدام التقنيات الحديثة قد يؤدي إلى عواقب غير مقصودة فيما يتعلق بتنمية الهوية الوطنية والتراث الثقافي للأمة العربية.

وفي حين توفر الدروس الافتراضية والموارد عبر الإنترنت طرقاً مبتكرة لمعرفة قواعد اللغة والاحتفاء بالأدب العربي الكلاسيكي والمعاصر، فإنها لا تستطيع أبداً اقتباس الرابطة الحميمة التي تربط المتحدث الرسمي بلغته الأم وقدرتها الفريدة على نقل المشاعر والفروق الثقافية الدقيقة.

إن فقدان الاتصال الجسدي بين الطالب ومعلمه أثناء عملية التعلم الرقمية يقوض جوهر التواصل الذي يحمل مشاعر غائبة غالباً في النسخة المبسطة منه والتي تتم بواسطة الشاشة فقط.

علاوة على ذلك، فإن الطبيعة الخطية للمحتوى التعليمي الإلكتروني تقلل الخيال والرؤى الشخصية لدى الطفل المتعلم مقارنة بالمحادثات الواقعية والحيوية داخل الفصل الدراسي التقليدي حيث يشجع المعلم فضول طلابه ويحثهم باستمرار لإعادة اكتشاف العالم المحيط بهم.

وبالتالي، وعلى الرغم مما تقدمه التقنية الجديدة من فوائد جمّة، ينبغي علينا التأكد دوماً من أنها تعمل جنبا إلى جنب وليس ضد خبرتنا البشرية الجماعية عند تصميم برامج تدريس مستقبلية لأجيال قادمة.

#حقيقي #النقدي #التقليدي #التفكير #يقتل

1 التعليقات