هل يمكن للعلم وحده إنقاذ البشرية من مشاكلها المتزايدة؟

قد يبدو الأمر كذلك عندما ننظر إلى التقدم الهائل الذي أحرزته الحضارة البشرية بفضل العلوم الطبيعية والهندسة.

لكن هل هذا يكفي لبناء مستقبل مستدام وعادل للجميع؟

ربما يحتاج العالم أيضًا إلى نهضة أخلاقية وفلسفية تضاهي النهضة العلمية، بحيث يتم توجيه الاكتشافات العلمية وفق قيم نبيلة وتعزيز العدالة العالمية بدلاً من زيادة عدم المساواة.

كما أنه لا مفر من التعامل مع الأسئلة الوجودية الكبرى المتعلقة بالحياة والمعنى والإرادة الحرة التي تشغل بال المفكرين منذ القدم والتي أصبح تجاهلها خيارًا غير ممكن لأولئك الذين يسعون لرؤية صورة كاملة عن واقعنا.

إن الجمع بين هذين المسارين - العلمي والأخلاقي - ضروري للغاية لخلق نوع جديد من "الإنسان الكامل"، قادرٍ ليس فقط على حل المشكلات الملحة مثل تغير المناخ ونقص الغذاء وغيرها، ولكنه أيضاً قادرٌ على قيادة نفسه وقيادة المجتمع بعقل وقلب مفتوحين.

وهذا النوع الجديد سيضع نصب عينيه تحقيق رفاهية طويلة الأمد لكل فرد وليس فقط البقاء على قيد الحياة للأكثر قوة وتأثيرًا اجتماعيًا.

إنه زمن يستحق منا التأمل العميق والاستعداد للمستقبل بطريقة متوازنة وشاملة تتجاوز حدود الاختصاص الواحد مهما بلغ تطوره وتميزه.

1 Mga komento