هل حقاً نعيش عصر النهضة الفكرية أم نسير نحو هاوية الفقر الثقافي؟

إن التقدم العلمي والتكنولوجي الهائل الذي نشهده اليوم لم ينعكس بعد على مستوى القيم والأخلاقيات لدى الكثير منا.

فنحن نفتخر بكوننا حضاريين وديمقراطيين ونقول إننا تجاوزنا مراحل الهمجية والعنف، لكن الواقع يشير إلى عكس ذلك تمامًا حيث لا تزال جرائم الحرب والاضطهاد العنصري والاستغلال الاقتصادي قائمة حتى في القرن الواحد والعشرين!

فهل هناك تناقض بين تقدم العلوم وانحدار الأخلاق؟

وهل أصبح مفهوم "الإنسان" مجرد شعار فارغ يستخدم لتبرير أعمال الشر باسم الحضارة الحديثة ؟

وكيف يمكن تفسير استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي مثلاً لتوجيه الرأي العام وإداراة الحروب السيبرانية وغيرها مما ينافي مبدأ احترام حقوق الآخر وحماية خصوصيته؟

إن مفارقة الزمن الحالي تكمن في كون البشرية جمعاء تواجه تحديات وجودية مشتركة تهدد استمرار الحياة نفسها على الكوكب (مثل تغير المناخ والكوارث البيئية) ومع وجود حلول علمية ممكنة لهذه المشكلات إلّا أنها تبقى حبيسة سياسات الدول والنخب المهيمنة والتي غالبا ماتفضل مصالحها الخاصة وحتى لو كانت مدمرة لبقية العالم .

بالتالي فإن السؤال المطروح بقوة :

كيف السبيل لإعادة تأسيس نظام عالمي يقوم على التعاون الدولي واحترام الاختلاف الثقافي والديني ويضع نصب عينيه تحقيق العدل الاجتماعي والمساواة الاقتصادية كأساس للسلم العالمي الدائم ؟

أليس الوقت قد آن لنترك خلف ظهورنا أصنام الوطنية الضيقة والقومية المتعصبة ولنتطلع نحو آفاق رحبة تقوم على المواطنة العالمية والشأن المشترك للبشرية جمعاء ؟

!

أليست هذه دعوة للتجديد الحقائق وليس مجرد إعادة إنتاجها بصورة مغلفة بمظاهر حديثة ؟

!

فلنرتقى فوق حدودنا الضيقة ونخطوا خطوات نحو مستقبل إنساني مشترك !

#منك #عبر #المتطورة

1 Comments