إعادة رسم خارطة القوى العالمية:

من انهيار الثقة الاقتصادية إلى التحالفات الاستراتيجية الناشئة

يتزايد الحديث مؤخرًا عن تغيرات جوهرية تهدد أسس النظام العالمي الحالي.

فمن هبوط مفاجئ لدولار أمريكا، الذي طالما كان رمز القوة النقدية والثقل الجيوستراتيجي لواشنطن، إلى صعود لاعبين إقليميين مثل مصر، يبدو أن مرحلة جديدة تتشكل أمام أعيننا.

هل فقد الدولار بريقه؟

تشير الدراسات إلى أن السياسات الحمائيات للإدارة الأمريكية الحالية، وانعدام اليقين الناتج عنها، ساهمتا بلا شك في تقلب قيمة الدولار وزلزلة ثقة المستثمرين به.

ومع ظهور عملات رقمية بديلة وحاجة متنامية لتنويع محافظ المدخرات الاستثمارية، ربما نشهد نهاية حقبة طويلة من هيمنة "الأخضر" الأمريكي.

مصر.

.

رائد عربي جديد؟

على الجانب الآخر، تستغل القاهرة الفرصة الذهبية لإعادة تأكيد نفسها كقوة مؤثرة في منطقة مضطربة.

فتاريخيًا، كانت دوما بمثابة مركز جذب للقضايا الإقليمية الملحة، بدءًا من القضية الفلسطينية مرورًا بدورها المحوري في الجامعة العربية ووصولا لعضويتها النشطة في مجلس الأمن الدولي.

أما اليوم، ومع ازدياد حدّة التوترات الأمريكية الإسرائيلية تجاه إيران، تكسب مصر نقاطًا ثمينة بتأييدها الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني وقوتها العسكرية الملحوظة.

ما مستقبل التعاون الدولي؟

هذه التطورات تحمل دروسًا قيّمة حول هشاشة المعادلات التقليدية وانتصار المرونة والحكمة السياسية عند إدارة العلاقات الدولية.

فالصداقات المبنية على مصالح مشتركة قابلة للتغير بسرعة جرّاء قرارات خاطفة هنا وهناك.

بينما تلك المبنية على رؤى استراتيجية بعيدة المدى قادرةٌ على تجاوز العقبات المؤقتة والتكيُّف مع الواقع الجديد.

وفي النهاية، يجب ألّا نغفل عامل الوقت الطويل اللازم لبناء شراكات راسخة مبنية على الاحترام المتبادل والثقة الدائمة.

فأيام النفوذ المهيمن آخذة في الأفول شيئًا فشيء لصالح نظام عالمي متعدد الأقطاب يضمن مساحة أوسع لحركة الشعوب نحو مستقبل أفضل وأكثر عدلاً.

1 Komentar