هل نحن حقا نفهم معنى التطور؟

إن الحديث عن الموازنة بين الحفاظ على الهوية وتلبية احتياجات المجتمع أمر ضروري ومهم للغاية.

فالتراث هو أساس أي حضارة وهو الذي يميز شعوب الأرض المختلفة عن بعضها البعض ويعطي لكل شعب خصوصيته وتميزه.

ومع ذلك فإن الاقتصادات الحديثة والعولمة فرضت تحديات كبيرة أمام الشعوب والحكومات جعلتها تواجه صعوبة في تحقيق هذا التوازن الدقيق.

في حين يدعو البعض إلى ضرورة التركيز على المستقبل والاستثمار فيه كحل وحيد لتحسين الظروف المعيشية وزيادة القدرة التنافسية للدولة، فقد نسي هؤلاء أن الماضي له جذوره العميقة التي تستحق الاحترام والرعاية كذلك.

فالتمسك بالقيم الأصيلة ليس عائقا أمام تقدم المجتمعات بل هو مصدر قوة وإلهام للإبداع والابتكار أيضا!

كما يشكل الذكاء الاصطناعي جزء مهم مما نسميه الثورة الصناعية الرابعة والتي ستغير الكثير من جوانب حياتنا اليومية.

ولكنه سلاح ذو حدين؛ فهو قادرٌ على زيادة الإنتاجية والكفاءة الاقتصادية وتقديم حلول مبتكرة لقضايا عديدة كانت تبدو مستعصية قبل عقود قليلة مضت.

ومن ناحية أخرى يحذر الخبراء من مخاطره المحتملة والتي تتمثل أساسا فيما يتعلق بالأخلاق والقانون وأمن البيانات وغيرها الكثير.

.

.

وهنا تكمن الحاجة الملحة لتوجيهه واستخدامه بما يتماشى مع قيمنا وثقافتنا المحلية وبما يتوافق ويتناغم مع البيئة الاجتماعية والاقتصادية والدينية المحيطة بنا كي لا يتحول إلى تهديدٍ لما بنيناه عبر القرون الماضية بل ليصبح رافدا لدعم تلك القيم وتعزيزها خدمة للإنسانية جمعاء.

وبالتالي تصبح عملية تطوير وتنظيم الذكاء الاصطناعي جهداً جماعيا مشتركاً بين مختلف مكونات المجتمع بهدف الوصول لأفضل النتائج الممكنة واستخدام موارده لصالح البشرية كلها.

#التقنية #فاعلية #المستقبل